سام نجوما: مصر لعبت دور هام في استقلال ناميبيا

القاهرة، مصر | السبت 14 نوفمبر 2020:

إذا قمت بزيارة لإفريقيا ولم تزر ناميبيا فانت لم تر شيئا من جمال هذه القارة السمراء. اما إذا كتب لك ان تزور ناميبيا ولم تر أجمل وانقى انواع الالماس في العالم فانت مازلت بعيدا عن هذه الدولة الشابة... لذا، فإننا نشرف بان نقدم أجمل واقوى ماسه في ناميبيا.. السيد سام نجوما، الاب الروحي والرئيس السابق لناميبيا.

نجوما ليس فقط الاب المؤسس لدوله ناميبيا لكنه ايضا رفيق السلاح لقاده القارة الإفريقية الذين حاربوا من اجل استقلال بلادهم مثل كوامي نيكروما، وجوليوس نيريري، وباتريس لوموبا، وجمال عبد الناصر. 

"سياسيا، كان قاده شمال افريقيا هم مصدر الالهام بالنسبة لمن رزحوا تحت نير الاحتلال في اماكن كثيرة من افريقيا."

في ذلك الوقت، قدمت مصر كل اشكال المساعدات لحركات التحرر الوطني في افريقيا. فقدمت الدعم المادي والتدريب العسكري بالإضافة للمساندة السياسية والدبلوماسية في المحافل الدولية من اجل تحرر دول افريقيا.

"في عام 1962، سافرت اول دفعه من مناضلي ناميبيا للتدريب العسكري في مصر... لم يكن هذا ممكنا لولا مسانده الرئيس عبد الناصر لنا. فقد قدم ليس فقط التدريب لمن أصبحوا قادة الجناح العسكري في ناميبيا...لكن حتى تذاكر السفر منحت لنا.. كان عبد الناصر مناصرا وداعما قويا لحركات التحرر الوطني الإفريقية." 

لكن الطريق للحرية كان طويلا جدا...  فقد حصلت ناميبيا على استقلالها عام 1990. تقع ناميبيا التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة انجلترا وفرنسا معا، عند التقاء المحيط الاطلنطي بصحراء كالاهاري او بالتحديد في الجنوب الغربي لإفريقيا لذلك عرفت باسم دوله جنوب- غرب افريقيا. كان كولومبوس وهو في طريقه لأمريكا قد اكتشف هذا المكان وترك عنده "صليبا" وأطلق على هذا الجزء "ساحل جهنم"... وكانت هذه هي ناميبيا.

 وعلي الرغم من هذه التسمية المخيفة، الا ان الموقع الجغرافي الفريد والثروات الطبيعية اللا- محدودة هو ما اغرى البرتغاليين باحتلال هذه الدولة وبقوا فيها الى ان سقطت امبراطوريتهم. لكن هذا اللقاء الساحر بين المحيط والصحراء، أغرى المستوطنين الالمان بالاستقرار هناك وهو ما دعا شعب ناميبيا للمطالبة بالاستقلال. 

كان على اهل ناميبيا ان يشهدوا سقوط امبراطوريتين وحربين عالميتين قبل ان يحصلوا على استقلالهم. وعلي الرغم من ذلك، فان سقوط امبراطوريه البرتغال وهزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية لم يكن كافيا لحصول ناميبيا علي استقلالها بل وقعت في براثن الحكم العنصري الذي سيطر علي دوله جنوب افريقيا المجاورة لهم. حتى بعد سقوط الإمبراطورية البريطانية، قام الحكم العنصري في جنوب افريقيا بإحكام قبضته على ناميبيا وهو ما جعل شعب ناميبيا يسقط في اغلال العبودية في بلاده.

ولأكثر من ثلاثين عاما، خرج نجوما من بلده لينظم حركه "سوابو" والتي قادت حرب عصابات شرسة ضد النظام العنصري. كما قام بتشكيل حملات دبلوماسية من اجل الدعوة لاستقلال بلاده مطالبا الامم المتحدة بإنهاء هذا الحكم العنصري القبيح. كرس "نجوما" حياته من اجل بلده ومن اجل قضاياها الي ان جاء عام 1990 الذي حصل فيه على التأييد الدولي اللازم، فدعت الامم المتحدة لخروج الحكم العنصري لجنوب افريقيا من ناميبيا.

كان "نجوما" ومازال هو أيقونه ناميبيا والاب الروحي المؤسس لهذه الدولة، لذلك فقد تم انتخابه مرتين رئيسا لهذه الدولة الشابة. حينها ادار حربا من نوع اخر 

"لقد حاربنا العنصرية التي فرضت علينا من نظام جنوب افريقيا... كان لابد لنا ان نجد طريقا لإحلال السلام الداخلي بين ابناء الوطن الواحد ...فقد كان لزاما ان نحمي كل من قرر البقاء في ناميبيا بعد ازاحه الحكم العنصري وذلك بمد سبل الحماية القانونية لهم."

قرر "نجوما" ان يترك منصبه كرئيس للدولة ليبدأ حربا جديدة... هذه المرة بقيادته للجنه الوطنية لحقوق الانسان.  "نجوما" المناضل والرئيس والمدافع عن حقوق الانسان هو ايضا أيقونه الزمن الجميل لنا جميعا.  


English version

French version