دبلوماسيون: التعاون الاقتصادي بين مصر وأفريقيا يساهم في تنمية بلدان القارة

القاهرة، مصر | الثلاثاء 02 يوليو 2019:

شدّد دبلوماسيون مصريون وأفارقة، خلال ندوة دولية بعنوان «أفريقيا سلة غذاء العالم»، نظمتها مؤسسة «كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة»، في مقر النادي الدبلوماسي، اليوم الثلاثاء، بحضور نخبة من رجال الفكر والسياسة والاقتصاد في أفريقيا والعالم، على أهمية التعاون المشترك بين دول القارة، وفي مقدمتها مصر من خلال التعاون في مجالات الاقتصادي والسياسي.

وقال عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، حين قال «نعم نستطيع» أصبحت شعارًا يعمل به الجميع، ويرددها الكثير ولكن السؤال هو كيفية إدارة عملية التنمية في أفريقيا، وهي عملية عليها علامات استفهام كبيرة على مستوى القارة كلها. وأضاف أن هناك تحديات كبرى تواجه القارة الأفريقية يترتب عليها عدم الاستقرار السياسي وغياب الخطط التنموية غير المنضبطة، فضلًا عن أن نحو 50% من شعوب القارة تعاني من الفقر.

وحذّر موسى من خطورة الإرهاب على دول القارة، مشيرًا إلى أن هناك ارتباط وتعاون وثيق بين المنظمات الإرهابية مثل «داعش»، و«النصرة»، و«بوكو حرام»، وجماعة «جيش الرب في غرب ووسط وشرق أفريقيا»، إذ تتمتع تلك المنظمات بحرية الحركة والدعم، ويجب مواجهة تلك الجماعات، من خلال التعاون المشترك مع بلدان القارة الأفريقية للقضاء على تلك الجماعات، متسائلًا: «من الذي حمل داعش إلى أفريقيا ودعمها؟».

وقال الدكتور على الدين هلال، وزير الشباب والرياضة الأسبق، إن قضية الأمن والسلم الأفريقي قضية هامة لمصر والعالم، لافتًا إلى أن هناك صلة بين الأمن الأفريقي والأوروبي وقضايا الهجرة والاتجار بالبشر.

وذكر أن هناك نحو 5 تحديات رئيسية تواجه قضيّة السلم والأمن في أفريقيا، وهي التحدي السياسي، وعدم الاستقرار لبعض البلدان، وتعثر التنمية، والتحدي الاجتماعي المتمثل في الطائفية والانقسامية والإرهاب، والتحدي البيئي، إضافة إلى الثورة الصناعية الكبرى، معتبرًا أن مستقبل الدول يحدده الآن موقع الدول الاقتصادي.

وقال اللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية الأسبق، إنه شغل منصب العلاقات الخارجية في جهاز المخابرات لفترة من الوقت، خلال رئاسة عمر سليمان، ويمكنه القول إن أمن مصر القومي من الأمن القومي لدول القارة.

وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن الدكتور بطرس غالي، كان شخصية متواضعة وملمًا بجميع العلاقات الدولية، لافتة أنها زارته في منزله لمدة ساعتين عام 2016، بعد توليها الحقيبة الوزارية بعام، وأوصاها آنذاك بزيادة التعاون مع القارة الأفريقية وزيارة أبناء الوطن في أفريقيا، موضحة أنها وعدته بتنفيذ وصيته.

وأشارت إلى أنها بادرت في تنفيذ وصيته بالفعل، وقامت بأولى زياراتها للقارة الأفريقية لدولة إثيوبيا، حيث التقت خلالها أبناء الجالية المصرية هناك لمعرفة احتياجاتهم والتعرف على مشاكلهم للسعي في حلها.

وذكرت أنها فخورة بالنماذج المصرية، التي وجهت اهتمامها للقارة مثل الدكتور مجدي يعقوب، والدكتور كمال إبراهيم، أستاذ جراحات العظام، الذي كان يجري 3 عمليات يوميًا، وقام بتدريب وتعليم الأطباء الإثيوبيين، وأنشأ مركز علاج خاص بتشوهات العمود الفقري في إثيوبيا.

وأضافت «مكرم» أنها تضع على عاتقها ترويج هذه النماذج الإيجابية في زيارتها الخارجية، لتحفيز مزيد من أبناء مصر على انتهاج هذا الطريق والتأكيد على أهمية الملف الأفريقي، مؤكدة أن أبناء الجاليات المصرية بالدول الأفريقية تعتبر قوى داعمة لمصر داخل أفريقيا، وأن التواصل مع المصريين بأفريقيا لا يقل أهمية عن التواصل مع المصريين في دول الخليج أو أوروبا

وقال السفير أبوبكر حفني محمود، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، إن مصر تقوم بتنفيذ بعض المشروعات الزراعية بشكل مشترك مع عدد من الدول الإفريقية وفق نموذج المزارع المشتركة التي تبلغ 9 مزارع مشتركة، ووفق نموذج آخر يسمى المزرعة المتكاملة التي لا تقتصر فقط على الزراعة ولكن يدخل فيها إنتاج اللحوم كما في تنزانيا.

وذكر أن القارة الإفريقية هي الأعلى بين قارات العالم في النقص الحاد بالأمن الغذائي بنسبة بلغت 27.4 % حيث يعاني 333 مليون إفريقي من نقص حاد في الغذاء، مشيرا إلى أنه في عام 2015، أنتجت القارة السمراء نحو 27.2 مليون من القمح استهلكت كلها محليا، وأنفقت ما يزيد على 12 مليار دولار لاستيراد 43 مليون طن أخرى من القمح، مما يشير إلى فجوة غذائية كبيرة في هذا المحصول الاستراتيجي، موضحا أن هذه النسبة شهدت انخفاضا طفيفا مقارنة بعام 2014، بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

وقال ممدوح عباس، رئيس مؤسسة «كيميت بطرس غالي للسلام»، إن المؤسسة تهدف إلى نشر السلام والتعاون لتكون المعرفة والدبلوماسية الوقائية والحوار الدائم طريقنا لاستقرار أوطاننا وقارتنا الأفريقية كأساس وضرورة حتمية للدفع في عملية التنمية المستدامة، بما يحققه الازدهار والمنافع المتبادلة لكل شعوبنا.

من جهته، أشاد سفير روندا لدى القاهرة، صالح هابيمانا، بالجهود المصرية تجاه قارة أفريقيا، التي بدأت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ويستكملها الآن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وصفه بـ«فاتح أفريقيا».