مئوية بطرس غالى

القاهرة، مصر | الخميس 24 نوفمبر 2022:

حلت فى هذا الشهر الذكرى المائة لميلاد الدكتور بطرس غالى الذى يُعَد بحق أيقونة مصرية وإفريقية وعالمية جمع بين الإنجاز الأكاديمى والإنجاز السياسى الرفيع، وثمة صعوبة حقيقية تواجه الكتابة عنه، إذ يقف المرء حائرًا أمام سيرته الذاتية الاستثنائية والخبرة الشخصية فى العلاقة معه لا يدرى ماذا يكتب وماذا يترك، فهو الذى ارتاد أوسع الآفاق فى الأكاديميات والسياسة معًا، فهل يكتب الإنسان عن الأستاذ صاحب الريادة فى الكتابة عن «التنظيم الدولى» الذى كان أول من ألف فيه مصريًّا ودرسه باقتدار لطلابه حتى شاءت الأقدار أن يتولى أرفع منصب فى التنظيم الدولى عالميًا فى واقعة نادرة للتطابق بين العلم والعمل؟ أم هل أكتب عن خبرتى الذاتية معه كرئيس لقسم العلوم السياسية بكليتى الذى عملت به منذ تخرجى وحتى الآن؟ وبهذه الصفة دربنى الدكتور بطرس كما درب غيرى على البحث العلمى، ووظف مجلة «السياسة الدولية» التى أسسها ورأس تحريرها لتكون ساحة عملية لهذا التدريب بما يكتبه أبناؤه فى المجلة فى أولى خطواتهم على طريق البحث العلمى، أم هل أكتب عنه كمشرف على رسالتى الماجستير والدكتوراه اللتين أعددتهما كى أُصبح عضوًا بهيئة التدريس بالقسم؟ فكان نعم المشرف إذ كان يتابع العمل منذ الحوار حول اختيار الموضوع بديمقراطية تامة فيسمح لى برفض بعض ما يقترحه من أفكار، ويرفض بدوره بعض أفكارى إلى أن نستقر على اختيار مشترك، ثم يجمع فى سلاسة بين إطلاق حرية البحث ومتابعة نتائجه أولًا بأول فيلفت إلى نقص هنا أو هناك، ويختلف فى الرأى دون فرض لرأيه، ويوجه النصح ويقدم المساعدة حتى بعد أن عُين فى المنصب الوزارى وزادت أعباؤه زيادة هائلة.

للمزيد: مئوية بطرس غالى - الأهرام اليومي (ahram.org.eg)