ندوة رقمية | تداعيات فيروس كورونا على مختلف المجالات

23 مارس 2020:

عقدت مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة أول ندوة رقمية على مستوى العالم حول "تداعيات فيروس كورونا المستجد في مختلف المجالات"، بتاريخ 23 مارس 2020.

وفي كلمة ترحيبية بالمتحدثين والمشاركين من السفيرة مشيرة خطاب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بطرس غالي للسلام والمعرفة، اشارت الى ان موضوع النقاش في المائدة اليوم هو فيروس كورونا المستجد الخفي الذي أكد ان العالم قرية صغيرة، ليس فقط لسرعة تناقل الاخبار وإنما ايضاً لسرعة انتشار الفيروس والأوبئة، حيث يبقى هذا الفيروس غير مفهوم وينتشر بوتيرة فائقة السرعة عبر دول العالم، مسبباً دماراً عالمياً غير مسبوق.

وأضافت السفيرة ان نسبة الإصابة تعدت 399 ألف نسمة وتوفي أكثر من 14,700 حالة، وفقاً لتقديرات جامعة جونز هوبكنز، وان الاعداد ما زالت في تزايد على مدار الساعة، الأمر الذي وضع العالم في حالة توقف.

وقال السيد ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، ان خطورة جائحة كورونا أدت الى ظهور العديد من التداعيات الاقتصادية والسياسية والصحية والاجتماعية.

وأشار الى ان هذا الوباء جاء بعد فترات من النمو الاقتصادي المتراكم، وايضاً بعد زيادة نسبة التوظيف وانعدام البطالة بشكل كبير حول العالم، الأمر الذي يزيد من إمكانية الدول في محاربة هذا الفيروس، وأضاف ان الحربين العالميتين لم يجعلا العالم مكاناً أفضل ولا موجات الأوبئة التي تستهدف الإنسانية.

وقالت الوزيرة مها الرباط، المبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19 لمنطقة شرق المتوسط، انه في نهاية عام 2019 تم اكتشاف اول حالة بالإصابة بالفيروس بالصين داخل مقاطعة "ووهان" وصنفت انها نوع جديد من الفيروسات يمكن ان يصيب الإنسان.

وأضافت ان الأعراض تتراوح شدتها من أعراض خفيفة ومتوسطة إلى متلازمة تنفسية حاده حرجه تؤدي إلى الوفاة. "إن خطورة المرض تكمن في سرعة انتشاره وتأثيره على الأشخاص الأكثر حساسية، وهم الأكثر تعرضاً للخطورة، مثل حالات الامراض المزمنة لدى كبار السن."

وقالت الرباط أن انتشار الفيروس يمثل وضعاً غير مسبوق مع توقع في الزيادة والانتشار وايضاً زيادة في عدد الوفيات، حيث شهدت الأسابيع الماضية تطورات سريعة في الموقف الوبائي، وصلت الحالات المؤكدة، طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، الى 294,110 حاله حول العالم، ووصلت حالات الوفاة الى 12,944 حاله، والاعداد ماتزال في تزايد. وفيما يتعلق بالتطورات داخل إقليم شرق المتوسط، وصل عدد الحالات الى 25,161 إصابة في 19 دولة.

وذكرت الرباط ان منظمة الصحة العالمية أعلنت بأن كوفيد-19 هو وباء عالمي، وان جميع دول العالم معرضة للإصابة، وذلك يؤدي لوجود شلل بالخدمات الصحية ووفاة الآلاف، لذلك تحث منظمة الصحة العالمية جميع الدول الى سرعة اتخاذ التدابير القوية والسريعة والصارمة. كما اكدت على أهمية وجود رؤية شاملة تشمل الحكومات والمجتمع بأكمله لوضع استراتيجية مكافحة هذا الوباء، وشددت على أهمية التأهب والاستعداد للكشف عن الحالات للحد من انتشار العدوى، مشيرة الي أن كل دولة يجب ان تتخذ كافة التدابير الاحترازية لمواجهة الفيروس لكي تساعد على تباطؤ وتيرة انتشاره. لذلك يجب ان تعمل كل دولة على تقييم المخاطر الحالية والمستقبلية، ويجب على الحكومات الكشف عن الحالات وعزلها.

وقالت الرباط انه لابد من تعلم الدروس المستفادة من الدول التي نجحت في الحد من انتشار الفيروس، وايضاً الدول التي لم تنجح، لأن مسار الجائحة تحدده الدول التي تلتزم بالإجراءات الاحترازية في الفترة القادمة، وأن أولويات الحكومات ستتجه الى القطاع الصحي والمستشفيات.

وتحدث السيد الوزير عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية وعضو مجلس أمناء مؤسسة كيميت، عن دور المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية في مصر في مواجهة هذه الجائحة.

وأشار الى الإمكانيات التي تتمتع بها المنظمات غير الحكومية بالوصول الى القرى النائية وتقديم المساعدات لهم، وان هذه المؤسسات لها قدرة التواصل مع المجتمع المدني وزيادة توعيتهم عن الإجراءات التي يجب اتخاذها لمحاربة هذا الفيروس. وأضاف انه فيما يتعلق بالتعاون الإقليمي بين هذه المنظمات العربية يجب ان تركز على هذا الموضوع، وبالتالي لابد من شن حملات للتوعية بمخاطر هذا الفيروس.

وأشار موسى الى أهمية مساهمة مراكزنا البحثية في الجهود العالمية الجارية لمعرفة المزيد عن هذا الفيروس، والبحث عن سبل احتوائه وعلاجه. وأضاف انه على الرغم من صعوبة معرفة موعد تصنيع العلاج المضاد للفيروس، والذي قد يستغرق شهوراً، إلا انه يتعين على الحكومات ان تكون شفافة على قدر الإمكان في هذا الصدد.

ثم انتقل الحديث الى السيد الوزير محمد العرابي، وزير الخارجية المصرية الأسبق وعضو مجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، وقال ان العالم يمر بكارثة كونية، وامام حقبة سياسية جديدة

وقال العرابي، إننا امام كارثة كونية وقد يقال ان هذا نوع من التشائم، لكن في النهاية هو تقدير لما نحن فيه والمتوقع اننا سنتحدث فيما بعد عن عصر ما قبل الكورونا وعصر ما بعد الكورونا. واشار العرابي الي انه يرجو ان يكون عصر ما بعد الكورونا هو عصر الوفاق حتى نخرج من هذه التجربة القاسية بشكل جديد للعلاقات السياسية يكون منطق التعاون هو المنطق السائد بين الدول. فقد ثبت من الازمه الحالية التي نمر بها- حسب رايه- ان الحدود السياسية غير قائمه امام الإرهاب والمناخ والامراض، فكلها عابرة للحدود بمعنى ان الحدود بالمعنى التقليدي امام البشر فقط لا غير.

وفى هذا العصر يجب التفكير في إعادة صياغة المنظمات الدولية والمنظمات الإقليمية مثلما أشار السيد /عمرو موسى، فالمنظمات يجب ان تضع الانسان في المرتبة الأولى لأنه قد تم انشائها من اجل الحفاظ على صحة وامن وسلامه الانسان.

واشار العرابي الي اهمية ان تكون هناك اجندة دولية لإزاله العقبات التي تواجه البشرية والتي يجب علينا ان نسمو ونرتفع عن كل خلافاتنا حتى يتم القضاء على الفيروس، وهذا – حسب العرابي- هو الجانب الإيجابي في أزمة كورونا. 

اما الجانب السلبي، كما يراه السيد الوزير، فهو انتهاز الفرص بسبب انشغال العالم بقضايا كونية ومن هذا المنطلق هناك من يحاول استغلال وتطبيق بعض المبادرات التي قدمها من قبل وفى النهاية تكون مثل هذه المبادرات عرضه للتنفيذ في غياب وعي دولي في الفترة القادمة. "على سبيل المثال، توجد مبادرات المقصود منها تنميه الشعوب كمبادرة الحزام والطريق وقد تكون هنالك بعض العقبات في تنفيذها وتأخيرها بحيث ان الهدف المنشود منها قد لا يصل للشعوب المقصودة بها. إننا في عصر سياسي جديد هو فترة ما قبل "كورونا"، اما ما بعدها فسيكون جدلا كبيرا وابحاث كثيرة بعيدة تماما عن الماضي." 

وقالت السفيرة د/ مشيرة خطاب، ان فترة ما بعد كورونا سوف تطرح حتما العديد من التساؤلات والتي ستكون محورا للنقاش في العالم اجمع. وطلبت السفيرة من سفير دولة الصين في مصر، السيد لياو ليتشيانج، سفير الصين بالقاهرة، ان يقدم تجربة بلاده في احتواء هذا الفيروس خاصة وان الصين قدمت نموذجا فريداً للجاهزية والاستعداد والدليل على ذلك انه مر4 او 5 أيام ولا توجد حاله جديدة في "ووهان" مسقط رأس الفيروس.

وأعرب السيد ليتشيانج عن اتفاقه مع ما قاله السيد الوزيران عمر موسى ومحمد العرابي حول موضوع فيروس كرونا. فهذا الفيروس- حسب قوله- هو العدو المشترك الذي لابد ان يتكاتف الجميع لمواجهته خاصة وانه عابر للحدود الجغرافية، فهو يهدد الامن والسلامة لكل شعوب العالم.

وير السفير ان الفيروس هو اختبار او محنة ولكن هذه المحنة لا تعجز امام قوتنا او وحدتنا.." انا على ثقة كبيره في التاريخ البشرى وبأن الانسان قادر على تخطى هذه الازمه مثلما تخطى الكثير من الأوبئة والفيروسات التي كانت تهدد امن وسلامه البشر." 

واشار السفير الى ان مصر تتعامل باحترافية مع منظمه الصحة العالمية بشكل جيد وان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية في غاية الأهمية، خاصة انها تتضمن عدة إجراءات اقتصادية لاحتواء تداعيات فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد المصري. واكد السفير ان هذه الاجراءات ان دلت على شيء فإنها تدل على إرادة وعظمة متخذ القرار للعمل على مسارين الأول مكافحة الفيروس والثاني الحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. 

كما اشار السفير ليتشيانج الي دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمزيد من الالتزام والانضباط وهذا امر مفيد جدا لمنع انتشار الفيروس، مؤكدا قدرة الدولة المصرية على تقليل التداعيات السلبية لهذا الفيروس على الاقتصاد المصري والإقليمي والعالمي. واكد السفير علي ان مصر والصين دولتان تنتميان الى حضارات قديمة، لديهما عدد كبير من السكان وهناك تشابه كبير ايضا في الإجراءات المتخذة من قبل الحكومتين الصينية والمصرية فيما يخص مكافحه فيروس كرونا، حيث اتخذ الطرفان اجراءات علميه وفقا للمعرفة المتاحة عن الفيروس. فقد قامت الدولة المصرية بتعبئة كل اجهزه الدولة على كافة المستويات وتوحيد جهود المجتمع والدولة من اجل محاربة الفيروس. 

"كلنا نعلم ان عدد السكان في مصر أكثر من 100مليون نسمه وعدد الإصابات قليلة بالمقارنة بإجمالي عدد السكان وهناك اعداد غير قليلة تم شفائها من الإصابة كل هذا يدل على فعالية الإجراءات المتخذة من قبل الدولة في مصر، لذا فمن المتوقع ان تحقق انتصارا على ارض الواقع، خاصة ان الشعب المصري لديه درجه عالية من الوعي والالتزام كما ان هناك تعاون كبير بين الشعب والحكومة وبين المجتمع المدني والحكومة."

وفيما يتعلق بتجربة الصين، قال السفير ان القيادة السياسية وعلي راسها الرئيس شي جين بينج الذي قاد المعركة بنفسه، قام بعقد العديد من الاجتماعات مع الحزب الشيوعي الصيني واتحد الشعب الصيني مع من قيادتهم لدعم جهود الدولة على كافة المستويات. " في هذه الفترة تم اتخاذ خطوات لتصنيف الحالات ما بين مصاب او مخالط للمصابين او من هو اشتباه في الإصابة." لكن الامر المهم هو اتخاذ الإجراءات الاستباقية مثل الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر وحشد كل موارد الدولة بشكل كامل والقيام بتوزيع الموارد بشكل منظم. فقد ارسلت الحكومة مثلا 40 ألف من الأطقم الطبية لتقديم المساعدة لمقاطعة "ووهان" في محاولة لحصار الفيروس. وحسب السيد ليتشاينج كان لابد ايضا من الحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو ما ستعمل الصين عليه الان لكن مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة خاصة في المطارات والمطاعم ومحطات المترو والمستشفيات. واشار الي ان العلماء الصينيين نجحوا في اكتشاف التسلسل الجيني لفيروس كورونا خلال 5 أيام فقط وهي خطوة من اجل تطوير لقاح لهذا الفيروس. 

واكد سفير الصين لدى مصر ان بلاده تعمل بشفافية تامة مع منظمه الصحة العالمية وكثير من دول العالم لتقاسم الخبرات والمعلومات والإجراءات الوقائية. "اما بالنسبة لمصر التي قدمت لنا مساعدات في الفترة الأخيرة، فإنني اتقدم بالشكر للدولة المصرية وسنقوم برد الجميل وتقديم المساعدات اللازمة بقدر الإمكان ليس فقط لمصر بل وبعض الدول الأخرى." واشار السفير الي ان بعض الدول تريد ان تلصق الفيروس بدولة معينه او منطقه معينة في محاولة منها لتسييس هذه الجائحة وهو ما سيؤثر على جهود العالم في مكافحتها.

في الوقت نفسه، اشار سفير اليابان في مصر، ماساكي نوك، الي ان الانتقال المكثف بين بلاده والصين هو ما ادي الي انتقال الفيروس. فالمعروف ان نحو 1ز5 مليون شخص من الصين يزورون اليابان سنويا. ظهرت اول حالة للإصابة بفيروس كورونا في اليابان لاحد الاشخاص العائدين من الصين. منذ ذلك الحين وقعت حوالي 1000 اصابه لكن لم يحدث انفجار كبير لأعداد المصابين ذلك ان السلطات في اليابان وضعت حظرا شديدا على عدة مقاطعات خاصة فيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية والاقتصادية. واشار السفير الي ان الهدف كان تأخير وتقليل قوة انتشار الفيروس بقدر الامكان حتى لا ينهار النظام الصحي امام الاعداد الكبيرة من المصابين. كان لابد من الاستفادة من الوقت المتاح- كما قال السفير الياباني- لتقوية النظام الصحي وهو الهدف الثاني اما الهدف الثالث فكان امكانية ظهور علاج او فاكسين لهذا المرض. 

استطاعت اليابان ان تحقق اول هدفين خاصة عندما قامت السلطات هناك بالتركيز على المجموعات التي اصيبت والاستجابة لاحتياجاتهم في وقت مبكر. في هذه الحالة، قامت السلطات الصحية باتخاذ عدد من الاجراءات من بينها التشخيص المبكر ودراسة الاحتياجات العلاجية للمرضى خاصة من يحتاجون الي رعاية مكثفة في الوقت الذي عملت فيه سلطات اخرى على تنبيه المواطنين الي ضرورة تغيير انماط تعاملاتهم خاصة العلاقات الاجتماعية لوقف انتشار الفيروس. وحسب السفير الياباني، فان اتخاذ اجراءات احترازية لمنع انتشار الفيروس كان له أثر ايجابي في وقف حالة الانتشار وتعزيز فرص مكافحته.  

 

وفي اشارة الي الاثار الاقتصادية للجائحة، قال السيد منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة السابق، قال إن الاثار الاقتصادية لازمة كورونا ستكون وخيمه وتتوقف على مدى استمرار الازمه ومن المحتمل ان تعود بنا الي ما كنا علية قبل تنفيذ الإصلاح المالي والاقتصادي في نوفمبر 2016. واضاف ان الاقتصاد سيشهد في الفترة القادمة انخفاضا كبيرا في معدلات النمو الاقتصادي نظراً لتوقف حركه الملاحة وعدم استيراد مستلزمات الانتاج وهو ما سيؤدى بالطبع الى تعطل حركه الإنتاج. كما أكد الوزير علي ارتفاع العجز في الميزان التجاري وميزان المعاملات الجارية وميزان المدفوعات نتيجة لتوقف السياحة تماما والتي كان من المتوقع ان تصل الى 20 مليار جنية، كما ان إيرادات قناة السويس ستنخفض كثيرا لان الصادرات متوقفة تماما نتيجة غلق المطارات والموانئ.

واكد الوزير عبد النور الي ان توقف الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة والأموال المستثمرة في السندات الحكومية بالعملة الصعبة وأذونات الخزانة سيتم سحبها مما يعرض الاحتياطي النقدي بالعملة الأجنبية لمشكله كبيرة وبالتالي فهناك احتمال لخفض سعر صرف الجنيه المصري. واضاف ان هناك احتمال اخر وهو ارتفاع كبير في عجز الموازنة المصرية نتيجة لانخفاض الإيرادات العامة من (ضرائب ـ جمارك ـ قناة السويس ـ البنك المركزي ـ موارد القطاع العام)، ومن ناحية أخرى ارتفاع كبير في النفقات العامة في مواجهة انتشار الوباء والوقوف بالدعم للفئات المتضررة سواء كانت بطالة او الانفاق الاجتماعي. واشار عبد النور الي 4 نقاط يجب ان نطالب بهم الحكومة وهم:  ضرورة مراجعه الموازنة العامة للدولة و مراجعة المخزون المتوفر من السلع الغذائية من القمح ـ السكر ـ الخ والعمل على سد الفجوة على الأقل في الفترة القادمة لمدة 6 أشهر وهذا امر صعب نظراً لتوقف حركه الملاحة، ثم تفعيل الإجراءات والتشريعات واللوائح لمعاقبه كل من يستغل ظروف انخفاض المعروض ويقوم بتخزين او احتكار السلع وكذلك اتخاذ إجراءات صعبه من اجل مواجهه الانخفاض الكبير في ارصدة الاحتياطي النقدي وازمه العملة، والمقصود بأزمه العملة هو التأثير القريب في حدود الثلاث أشهر المقبلة . لكن إذا ما استمرت الازمه أكثر من ذلك، حسب قوله- فيجب ان نشهد تدخل كبير من الدولة مباشرة في قطاعات التوزيع والإنتاج. "التحديات كبيرة واعتقد انه يجب علينا ان نوجه الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وبسرعة."

وفيما يتعلق بالإدارة الداخلية لازمة كورونا، قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، ان هناك أربع نقاط لابد من مناقشتها، اولا: الإدارة الداخلية للازمه الاقتصادية والاجتماعية الحالية حيث يجب على الدولة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للمحافظة على المواطن المصري وحقه في الحياة بكرامة في ظل ازمة كورونا. ثانيا: يجب ان نحافظ على الاستثمارات الموجودة في مصر وخصوصا الاستثمارات المحلية لكي نتغلب على صعوبات هذه الفترة التي يعاني فيها شعوب العالم الي ان نتعافى وندخل المنظومة مرة ثانية. ثالثا: السياسات التي تتخذها الدولة حاليا هي سياسات جيدة ولكن المشكلة تكمن في التنفيذ، فلابد ان تكون عملية اتخاذ القرار مركزيه في حين ان التنفيذ هو بطبيعته لا- مركزي. 

وفي هذا السياق، اشارت الدكتورة عبد اللطيف، الي ان العمل يجب ان يتم عبر فريق متكامل، كما يجب الاستفادة من الدول الأخرى من حيث الخطوات التي اتخذتها في الازمه الاقتصادية. واشارت الي ان الخطوات التي تتخذها الحكومة مرتبطة ببعضها وتمت دراستها بشكل جيد والمقصود هنا بالتحديد مجال الصناعة لأنه أكثر القطاعات تأثرا بالأزمة. ولان هذا القطاع هو المسؤول عن التصدير، كما انه المصدر الوحيد للعملة الصعبة فلا بد من حمايته ويجب ان يعفى من المصاريف السيادية ويتم التسهيل لحل جميع العقبات التي تواجه قطاعي الصناعة والتصدير. كما اكدت على ضرورة تخطى البيروقراطية والضعف المؤسسي، فقد حان الوقت لإصلاح جميع المؤسسات ويجب اتباع نظام الإصلاح الهرمي. 

اما النقطة الأخيرة التي اشارت لها الدكتورة عبد اللطيف، فهي ان الازمة لها دورة "بداية ونهاية" ولا بد ان يكون لدينا رؤية مستقبلية لما بعد الازمة. " فاليابان مثلا قالت انه ليس لديهم نية لإلغاء الأولمبياد ولكن قد يكون هناك تأجيل والمقصود هنا ان دولة مثل اليابان درست الموضوع في كل مرحلة...لذا، يجب علينا ان ننظر الى كل قطاعات الدولة في كل المراحل. واعتقد ان اعاده البناء والتأهيل في العالم ليست بنفس السرعة والتدرج فمثلا الصين بدأت إعادة التأهيل والبناء وبدأت في الإنتاج واعتقد ان أمريكا وأروبا قد يلحقوا بالصين." 

"اما دوله مثل مصر فقد تأتى متأخرة ذلك اننا نتأثر أكثر مما نؤثر. لذلك يجب ان نتعامل مع هذا التعافي اقتصاديا من الان. والمركز الذي اتشرف برئاسته يقوم بعمل دراسات تفصيليه لكل القطاعات في مراحل الازمه من حيث العرض والطلب وتأثير المرحلة والخطوات التي يجب على الدولة اتخاذها من إجراءات مباشرة وما يجب ان يتم إصلاحه مؤسسيا لان العالم ليس هو العالم قبل الفيروس ولابد من اصلاح أنفسنا وبسرعة." واشارت السفيرة خطاب الي اهمية استثمار قصص النجاح في هذه الازمة وان يصبح هذا هو نهجنا الطبيعي الذي نسير عليه. ودعت السفيرة الدكتور هاني توفيق، الخبير الاقتصادي، لاستكمال الحديث عن التداعيات المالية. وقال د. توفيق ان ديون العالم بلغت 250 تريليون دولار في حين ان الناتج المحلى الإجمالي 80 ترليون دولار. وفي بعض الدول مثل أمريكا نتحدث اليوم عن 2 تريليون من الديون. كل هذه الاموال والديون تجعل العالم كله يدخل مرحلة في منتهى الخطورة واصبحت قدرة الدول على التخلص من ديونها قليله. واشار الي ان العالم في بداية مرحلة صعبه.

واشار د. توفيق الي انه لاحظ في الفترة الأخيرة مبادرات كثيرة تعمل على حقن الكثير من المال في الاقتصاد المصري، هذه الاموال ستكون عزيزة جداً في الفترة القادمة لان الديون تزداد ولابد من ان يكون كل قرش في مكانه الصحيح.

واشار السيد توفيق الي ان الحكومة والبنك المركزي والبنوك العامة قامت بشراء سندات في البورصة وهذا يدل على اننا خسرنا فلوس جديدة أكثر حتى يمكن للأجانب الخروج من السوق المصري، وهو ما لم يكن مطلوبا في هذه الفترة فلم يكن مطلوبا حقن المزيد من الاموال في البورصة وسط هذه الدوامة. "يجب علينا ان نكون حريصين كلما قمنا بضح مبالغ مالية في صوره مبادرات وأن ندرس النتائج المترتبة على عجز الموازنة. فقد قامت الدولة مثلا بعمل مبادرات للشركات ولأصحاب المعاشات لكن لم تصل للفئه المستهدفة خاصة من كان يعملون بأجر يومي مثل عمال المقاهي والمولات. اعتقد ان تخفيض سعر الفائدة الى 3% سيترتب علية فائض في الموازنة العامة حوالي 160 مليار دولار، لكن سيكون لدينا ايضا حوالي 7 مليون اسرة تحت خط الفقر ولو قمنا بإعطاء كل اسرة حوالي 2500جنية شهريا ستتراوح التكلفة ما بين 180إلى 200 مليار دولار.

ويرى د. توفيق ان المبالغ التي تم توفيرها نتيجة خفض سعر الفائدة يجب الا تذهب الى أصحاب الفيزا- كارد، بل لمن يعملون باجر يومي. بالإضافة الي ذلك، فان الدولار بعد ان فقد قيمته امام الجنيه المصري عاد ليرتفع من جديد لكي يعكس القيمة الحقيقية قبل ان تحدث عملية "دولرة". واخيرا، قال د. توفيق ان الذهب أصبح هو الملاذ الآمن لمن يريد ان يدخر او يستثمر أمواله. 

اشارت السفيرة خطاب الي اهمية ان نأخذ الفئات المهمشة في الاعتبار خاصة عمال اليومية. اما الاجراءات التي اعلنت من قب الحكومة فلابد من مناقشتها في إطار توظيفها لخدمة الغالبية العظمى من الذين لا يملكون والذين يسعون لدخول الدائرة الانتاجية. في الوقت نفسه، تسائل السيد ممدوح عباس حول أثر تخفيض سعر الفائدة. وقال الوزير عبد النور أن قرار تخفيض سعر الفائدة الى 3 % له تأثير مباشر على تكلفه خدمه الدين في الموازنة العامة وبالتالي لو تم توفير مبلغ 3 % من الدين المحلى سيكون أكبر من الرقم الذي اشار له الدكتور توفيق. وفيما يتعلق بالمخاوف من "الدولره" (ما يعنى الهروب من العملة المحلية التي تعاني من فقدان لبعض وظائفها الأساسية واللجوء الى الدولار الأمريكي)، اشار عبد النور الي ضرورة سحب السيولة الموجودة في السوق والتي قد تهرب لشراء الدولارات لارتفاع أسعارها. "فقرار البنك الأهلي وبنك مصر وهي بنوك وطنية لرفع سعر الفائدة ل 15 % وهو سعر مغرى في ظل الظروف الحالية سيجعل مدخرات كثيرة تتجه الى شراء الدولارات والذين يعتبرونه الاستثمار الآمن في هذه الظروف واعتقد ان الإجراءات في محلها تماما." 

وفيما يتعلق بدور وسائل الاعلام في هذه الازمة، قال المهندس صلاح دياب، صاحب مؤسسة المصري اليوم، ان الاعلام التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي قامت بدور هام في هذه الازمة. واشار دياب الي الحديث حول تأثير الازمة علي دخل السياحة (15 مليار دولار) وقناة السويس وكذلك تحويلات المصريين في الخارج خاصة من يعملون في دول الخليج وتصل تحويلاتهم الي 26 مليار دولار في الوقت الذي قد تنهى فيه هذه الدول عقود اعداد كبيرة منهم. قال دياب هذه القطاعات لن تتأثر وحدها بل ان الضرائب ستتأثر ايضا لان هناك اعدادا كبيره فقدت مصدر رزقها.  

لكن السيد دياب اشار الي تجربة مصر عام 1967 قائلا ان الدولة تعرضت في هذا العام لنكسه كبيرة لكنها استطاعت خلال 6 سنوات من الاستعداد والتجهيز عبور حاجز الهزيمة في 6 أكتوبر في 1973، "وبالتالي فانه باستطاعتنا ان نستعد لعبور اقتصادي كبير رغم ازمة كورونا، فالدولة- حسب قوله- لديها القدرة ان تقوم بإصلاح كل ما له علاقة بالاقتصاد، وكل ما يجذب الاقتصاد الخارجي لمصر. نحن مدربون على الخروج من الازمات بتطوير نقله معينة ونريد ان نخرج من ازمه كورونا بنقله نوعيه تخص كل مصري من الناحية الاقتصادية بحيث نطور قوانين الاستثمار ونغير نظره المستثمر من السلبية الى الإيجابية." 

واكد السيد دياب اننا لسنا وحدنا في هذا فقد صنعت كوريا نقلة نوعية بعد ان خرجت من الحرب سنه 1981م ووصلت لما هي علية الان، وكذلك ماليزيا التي استطاعت التقدم رغم الصعوبات والمعوقات.

لذا، لابد من النظر الى الكارثة بمنظور مختلف وهو كيف نحول الازمه الى فرصه لكي نتقدم. السفير رؤوف سعد، أكد على اهمية ما طرحه السيد عمرو موسى خاصة فيما يتعلق بدور المجتمع المدني حيث يوجد حوالي 50 ألف جمعية يجب ان تقوم بدورها في هذه الازمة وان تكون ذراعا للحكومة في الوصول الي المناطق النائية ومحاصرة بؤر انتشار الفيروس. واشار السفير سعد الي ان المؤسسات الدولية تتوقع انخفاض معدل النمو العالمي بنسبة 10% بدلا من 2.5% وكل التوقعات تشير الى انه في حالة إطالة وتيرة هذه الازمه فالعالم كله سيدخل في حالة انكماش..."اعتقد ان ازمه كورونا ستؤدى الى تغيرات عالمية أهمها العولمة التي ستأخذ منحى بعيد عن شكل الاستقطاب السياسي والتجاري والثقافي."

واضاف السفير سعد الس ان الازمة افرزت اشكالا مختلفة من التعاون بين دول العالم لم تكن بهذه القوة مثل دعم دوله الصين لإيطاليا، كما استدعت الازمة ايضا اشكالا جديدة من التعاون بين الدولة والمواطن وأخيرا قد يحدث تأثير في النظام الرأسمالي بالابتعاد عن الفردية المطلقة.

واشارت السفيرة خطاب الي ان الازمة لها ايضا تداعياتها الثقافية وهو ما نتوجه به الي الدكتور مصطفي الفقي، رئيس مكتبة الاسكندرية " ليحدثنا عن الازمة والحق في المعرفة. واكد د. الفقي مقولة،

"رب ضارة نافعة"، مشيرا الي صرورة التوسع في مجالات المعرفة لأنه حق لاي مواطن سواء في مصر والعالم "الكل الان يتابع قضية كوفيد- 19، باعتبارها القضية الشخصية له وهذا سيشكل نقله نوعيه لان ذلك سيقطع المسافات وتجبر المواطن المصري علي الاقتراب من نظيره العالمي خاصة حقة في المعرفة بقدر متساوي مع غيرة من انحاء العالم خصوصا من جانب الدولة في اداره الازمه يعطى انطباعا بأن هناك تحول حقيقي بسبب عدم إخفاء الحقائق وهذا بشهادة كل المنظمات الدولية. من جانبه، أكد الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب الاسبق وعضو مجلس امناء المؤسسة، على ضرورة التعاون الاقليمي في مواجهة هذا الفيروس. وقال لا يمكن هزيمه هذا المرض بالاكتفاء بالداخل والقول ان على كل دوله تدبر امورها، فلابد من التعاون الإقليمي للتنسيق وتبادل الخبرات ويجب ان نتعلم الدرس من الاتحاد الأوربي الذي اخذ أكثر من خطوة في هذا المجال.

كما اشار الي ضرورة تكاتف جميع الدول مع بعضها البعض فمثلا روسيا أرسلت مساعدات إلى إيطاليا والصين أرسلت مساعدات إلى فرنسا وذلك ان دل على شيء فان هناك جهود عالمية.

ويجب علينا في الوطن العربي الاستماع الى صوت وزراء الصحة العرب والتنسيق فيما بينهم ويجب ان يكون هناك دور للجامعة العربية من خلال الاستفادة المشتركة بين الدول العربية وسرعة تداول المعلومات حول الازمة وتبادل الخبرات. 

والدرس المستفاد من هذه الازمه – حسب راي د. علي الدين- هو ان صحة الانسان لابد ان تأتي قبل السياسة والصراعات والخلافات. 

من جانب آخر، اشارت السفيرة خطاب الي ضرورة الحديث عن دور الاعلام في هذه الازمة. وقال المهندس صلاح دياب، صلاح دياب، مالك صحيفة المصري اليوم، ان الاعلام العالمي اخترق الاعلام المحلى. لكن الاهم هو التزام الجميع بخطة الدولة، فقد اعلنت مؤسسة الازهر الشريف إغلاق المسجد الازهر وهو حدث كبير بالنسبة للجميع لكنه كان ضروريا وثلا يحتذي به.

لكن المهندس دياب اثار نقطة اخرى حول دور الجمعيات الأهلية، وقال ان على وزارة التضامن الاجتماعي ان تقوم بحصر كل الجمعيات الأهلية التي تعمل في كل قسم او منطقه وتقوم بحصر الاسر الأكثر احتياجا خاصة التي يعمل عائلها باليومية وكذا المرأة المعيلة ودعمهم اقتصاديا واجتماعيا في هذه الازمه التي من الممكن ان تمتد لعدة أشهر. 

كما اشار الي انه في ظل الاصطفاف الوطني الذي حصل في عاصفة التنين وجائحه كرونا يجب ان يكون هناك قرار من النائب العام بالأفراج عن المحبوسين احتياطيا والذين لم يتورطوا في قضايا عنف ويكون الافراج عنهم بإجراءات احترازية وكل العالم اتبع هذه الخطوات وهذا الجراء سيخفف ويقلل من انتشار الوباء في السجون المصرية. 

أشارت السفيرة خطاب الي وجود عدد من الأسئلة وردت عبر الفيس بوك، كان من بينها سؤال للفنان التشكيلي المصري، حلمي التوني، حول احتمال انتشار هذا الفيروس عمدا، وذلك في إطار الصراع بين الكتلتين الأقوى على الساحة الدولية وان أحد طرفي الصراع معروف بميلة الى العنف والمغامرة. وقد استبعد الوزير محمد العرابي نظرية المؤامرة في هذا الشأن، في حين قال السيد عمرو موسى، ان طرح هذا السؤال من الناحية النظرية يمكن ان تتم مناقشته في وقت لاحق، فالمهم الان ان الاوبئة وتغير المناخ أصبحا يهددان السلم والامن العالمي ويجب ان يكون دور لمجلس الامن أكثر فاعليه في هذا المجال. "وعلى الرغم من ذلك، فان ما طرحه الفنان حلمي التوني، وارد تماما ويجب على مجلس الامن ان يتعرض لهذا واطالب الدول التي تستطيع ان تتحمل المسؤولية ان تطرح الامر على مجلس الامن من حيث اعتبار الموضوع يهدد السلم والامن الدوليين، ومسؤولية مجلس الامن هو الحفاظ على السلام والامن الدوليين وبالتالي يجب عليه ان يناقش تهديد الأوبئة والبحث ورائها فيما حدث وما هو جار."

قالت السفيرة د / مشيرة خطاب 

ورد الينا سؤال من الدكتورة / هدى حمودة والسؤال عن الاعلام والتوعية المستمرة وفرض حظر التجوال لحين عدم ظهور حالات جديدة، والاعلام ودورة الأمثل في التوعية الصحية وإعطاء امثله من دول أخرى لأفضل استخدام للأعلام.

تقييم أدوات التواصل مع المواطنين وتوعيتهم خاصه خارج القاهرة. أهمية العقوبات خاصة في حالة عدم الالتزام، احتواء الحالة المعنوية والالتزام بالإيجابية ودروس من الصين

وأسئلة أخرى مثل استعداد مراكز ومعدات الرعاية المركزة عدد الشهور المتوقعة لاحتواء الفيروس وهل سيناريو 18 شهر صحيح، وما هو الوقت المتوقع لاكتشاف اللقاح، اخر تطورات العلاج، هل من الممكن عودة الفيروس بعد احتوائه ام سيختفي تماما، هل المصاب الذي يتم شفائه سوف يصبح لدية مناعة، ما هي احتياجات اطقم التمريض هل تم تعميم اجهزه الكشف المبكر، هل لابد من العزل الاجتماعي.

وقالت السفيرة د / مشيرة خطاب سؤالي موجه للسيد سفير الصين بالقاهرة

كيف غير كوفيد 19 الصين وهل تعود الحياة لطبيعتها ام ان التغيير جزري ومستمر

 

وقال السيد سفير الصين بالقاهرة 

حضرتك وجهتي لي سؤال قبل قليل هل الفيروس سوف يعزز الصراعات بين الدول في العالم وبين الصين والولايات المتحدة الامريكية، والاجابة على هذا السؤال انا أرى ان الفيروس يجب ان يعزز العلاقة بين الصين والولايات المتحدة والصين والولايات المتحدة كلاهما عضو دائم في مجلس الامن وأول وثاني اقتصاد في العالم ويجب ان يكون لديهم المسؤولية المشتركة تجاه التنمية المستدامة العالمية وأيضا السلامة الصحية لكل شعوب العالم التي تعاني من الدعم في الأنظمة الصحية 

السفيرة د / مشيرة خطاب  

ورد الينا سؤال من الإعلامية / سيلفيا النقادي   والسؤال لو استمر هذا الحال لفترة طويلة كيف تتعامل الدولة مع المواطنين الذين فقدوا وظائفهم، لماذا لا تطبق الغرامات على الافراد المتجولين في الشارع مثلما يتم على المقاهي والمطاعم لان الشباب يجلسون مجموعات على النواصي وأماكن التجمع، ويوجد لدية أسئلة كثيره بخصوص العمالة اليومية ومطالبتهم للدولة بالمساعدة في بعض المصاريف والتأمينات الاجتماعية لكي يتمكنوا من التغلب على المعيشة في ظل انهم فقدوا مصر دخلهم 

قال السيد الوزير / منير فخري عبد النور

اعتقد ان الدولة يجب عليها تخفيض أسعار الكهرباء والغاز والوقود وهذا ليس منحه ولكن الانخفاض الذي حدث في أسعار المحروقات عالميا بنسبة 55% برميل البنزين سعرة اليوم 24او 25 دولار فلابد من تخفيض أسعار المحروقات على كل الصناعات نظرا للأسعار العالمية

وقالت السفيرة د / مشيرة خطاب 

أتوجه بالسؤال للدكتورة / نوال السعداوي كيف تصدت المرأة للفيروس وهناك امثله للمرأة التي تبرعت للاختبار اللقاح وقالت انا اموت وتحيا الإنسانية

قالت الدكتورة / نوال السعداوي

المرأة التي تبرعت للقاح نموذج جيد وكنت اود ان المرأة والرجل وكل البشرية يجب ان يكون لديها الروح لأننا نعيش في عالم غير أنساني، والسيدة الفاضلة التي تبرعت لتجربة اللقاح اعادت الإنسانية للعالم من جديد، لماذا جاء الفيروس؟ لماذا الناس أصبحت أكثر عرضة لمخاطر المرض والفيروس؟

والإجابة انه لا يوجد رعاية صحية في أي بلد ولا توجد رعاية للإنسان وخصوصا الفقراء يعنى الفيروس يمكن ان يصيب الاف البشر هذه المرأة التي تبرعت بنفسها وحياتها وقالت انا مستعدة لتجربة اللقاح على نفسي إذا نجح فهذا نجاح للبشرية وإذا فشل كتب علية الموت فداء للبشرية، هذه المرأة يجب ان تكون رمزا لنا جميعا ونفتدى بها نساءً ورجالاً.

طبعا الفيروس له مميزات وعيوب واهم مميزاته انه كشف ان الحكومات التي تحكم العالم لا تصلح للحكم لان لو الحكومات كانت صالحة للحكم كان هناك استعداد أفضل من ذلك بكثير لمواجهته ومواجهة انتشاره مثلما حدث للطاعون في أوربا أيام العصور الوسطى.

العالم لم يتقدم بسبب الجشع وبسبب النظام الطبقي الأدبي العنصري العسكري الاستعماري الذي ينشر المرض الأعداء ينشروا المرض في البلاد.

فيروس كرونا كشف لنا ضعف الإنسانية على وجه الأرض التي نعيش عليها لأنها مزيفة.

يجب علينا مراجعه جشع التجار وجشع الحكومات في العالم كله ويجب علينا مراجعه التعليم والثقافة والأخلاق واعتقد انه لا يوجد اخلاق لان الفيروس اعطانا الفرصة لكي نراجع أنماط حياتنا وشكراً.

وقالت السفيرة د / مشيرة خطاب 

أتقدم بالشكر للسيد الدكتورة نوال السعداوي لان الفيروس أتاح لنا فرصه لمراجعه أنماط حياتنا لان من اهم الأمور ان الناس فجأة استيقظت على ان أولوياتها يجب ان تختلف وهذا ما اشارنا اليه انه يجب ان الازمه تشكل فرصة ويجب على البشر مراجعة سلوكياته والحكومات يجب ان تركز على الفئات المهمشة والفقيرة ويجب ان نغير من اولوياتنا لتكون الرعاية الصحية في المقدمة في المناطق الفقيرة 

والاستماع لصوت الناس ويكون هناك حوار، والسيد /عمر وموسى قال انه لم يشاهد حوار او ندوة حول 

فيروس كرونا واعتقد ان مؤسسه كيميت قامت بتنظيم اول مائدة مستديرة ويوجد كوكبة من السادة الافاضل لكي نتشاور نتحاور حول هذا الفيروس.

طبعا نحن في اول الطريق لان العالم برغم انه يتعرض لأوبئة سابقة ولكن هذه اول مرة يتعرض لهذا الوضع كما قال سفير الصين اننا نشاهد نماذج للتعاون الدولي، اليابان أعطت نموذج جيد، مصر تتعاون مع منظمه الصحة العالمية وكافه دول العالم، واليوم كثفت الدولة الاهتمام بالمواطن أكثر من الأول، ومنصات التواصل بدأت تظهر بصورة أكبر كلاعب قوى ومؤثر على الساحة وتعطى مزيد من الفرص للتساؤلات، وللأسف الأسئلة كثيرة جدا ولكن تم تجاوز الوقت المسموح به  

وقال السيد/ ممدوح عباس

هناك علامة اجتماعية فارقة في فيروس كرونا وبالتالي لوكان كارل ماركس ظل ينادى بإلغاء الفوارق بين الطبقات لم ينجح مثلما نجحت ازمه كرونا في تقيل الفجوة بين الطبقات والمثال على ذلك ان انا ومعاون الخدمة الموجود في الشارع معرضين بنفس النسبة للإصابة بالمرض، فيروس كرونا لا يفرق بين غنى وفقير.

الدكتورة / مها الرباط 

 أتقدم بالشكر لحضراتكم ولكن في النهاية الكل يعلم ان الصحة والاقتصاد والعوامل الاجتماعية كلها وجهان لعملة واحدة وكلهم مرتبطين ببعض ، ويجب علينا ان نضع الصحة العامة للبشر في المرتبة الأولى في أي تخطيط مستقبلي ، ويجب على الدول والحكومات ان تطبق الالتزام العادل في كل قطاعات الصحة ، ويجب ان نتضامن في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الصارمة لمواجهة هذا الفيروس او الجائحة ، ويجب علينا النظر الى منحنى الإصابة والسعي الى علاج المصابين وكيفيه اخذ التدابير الاحترازية للنزول بمستوى المحنى الى اسفل ولدينا امثلة كثيرة من الدول الأخرى ، وبالتالي يجب على الدول أهمية الاستثمار في النظام الصحي .

النقطة الثانية انه حان الوقت لكل النظم الصحية العمل على قدر المستطاع في تقوية النظام الصحي بما يتماشى مع مستجدات هذا العصر نظرا لعدم معرفتنا من اين ستأتي الجائحة ومتى ستنتهي.

وقال السيد / ممدوح عباس

اريد ان اضيف على كلام السيدة الدكتورة / مها الرباط بأن الناس للأسف أصبحت تتعامل مع الفيروس على انه عار وشيء مخزي وخصوصا في صعيد مصر، 

وهل هذا الفيروس أخطر من (الايدز ـ سارس ـ انفلونزا الخنازير ـ الخ) وبسبب هذا التضخم من خطورة الفيروس أدى الى ان زوجتي رفضت خروجي من المنزل بسبب حاله الرعب من مخاطر الفيروس 

ويجب ان نتوقف فورا من تضخيم الامر الذي سوف يؤدى الى زعر لدا الناس

وقال الدكتور / صلاح سلام

الحقيقة ان السيدة الدكتورة / مها الرباط تحدثت عن موضوع النظم الصحية وانا اقترح ان كان حق الصحة هو من اهم حقوق الانسان فلا ننسى حقوق العاملين بالمجال الصحي ويجب توفير كل الدعم لهم من عيشه كريمة ومناخ امن وتعديل بدل العدوى للأطقم الطبية.

وقالت السفيرة د/ مشيرة خطاب

نحن نتحدث على جائحة كرونا وبما تمثله من تحدى واختبار ولكنها بتوفر فرصه لوسائل الاعلام والمؤسسات التعليمية على الفرص التي كشفت عنها جائحه كرونا والعمل على ترسيخ سلوكيات الوقاية

من الفيروس مثل الإبقاء على المسافة في التواصل الإنساني والاجتماعي والالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة بداية من المنزل والشارع والحى ويأتي ذلك من احترام النظام والقواعد والاهتمام بنظافة الدوائر التي نتحرك بها والابلاغ على أي مخالفة وتوقيع العقاب على المخالفين ويجب على الاعلام القاء الضوء على معاقبة المخالفين ليكون هناك نوع من أنواع الردع.

الدعوة الى التكافل الاجتماعي بتبني قادرون مبادرات الارتقاء بالسلوكيات العامة.

الدروس المستفادة 

التعليم المدرسي ـ التعلم عن بعد عندما فرض علينا طبقناه وبنجاح واليوم المدارس مغلقه ولكن العملية التعليمية مستمرة عبر الانترنت عقب انتهاء الازمه ان شاء الله نحن في حاجة لوضع أطار لهذا التعليم عن بعد بما يوفر فرصه تخفيف الحمل على الطريق ـ المدارس ـ المواصلات العامة وتوفير فرصه للرياضيين وذلك وفقا للنظام المتبع عالميا مع ابطال الرياضة والذي يمكنهم من العملية التعليمية والاستمرار في تدريباتهم الرياضية.

ثقافة العمل من المنزل تحتاج الى تطوير ورعاية وتحتاجها الأمهات العاملات والذي يعانون من ظروف صحية تتطلب الابتعاد عن مخاطر العدوى وذلك على سبيل المثال وليس الحصر 

الاستمرار في تفعيل مبادرات الدولة للتخفيف عن المواطنين مثل كيفية عمل الشركات عبر الانترنت 

واليوم لو تم عمل مسح لمحافظة القاهرة سنلاحظ انخفاض جزري في نسبة التلوث للهواء، لماذا لا نستفيد من هذه التجربة فيما بعد من محاوله تقيل التواجد في الشارع   

لدينا 7 مليون موظف حكومي تستطيع الدولة ان تعمل بنسبة 10% من هذا العدد والباقي يجب ان يعمل بنظام ورديات مختلفة او عن طريق الانترنت وبذلك نكون غيرنا وجه القاهرة للشكل الاجمل والحضاري، ويجب علينا التفكير في كل هذه المواضيع، الى جانب الاهتمام بالشباب وبالقطاع الصحي وصرف بدل العدوى  

السيد / ممدوح عباس

اريد ان اتحدث عن المنظمات المدنية وقد اتصلت بي معالى الوزيرة / نبيله مكرم  وزيرة الدولة للهجرة و شئون المصريين بالخارج وطلبت المساعدة في نقل أهلنا العالقين على الحدود المصرية السودانية بسبب الجائحة ورغبتهم في العودة الى بلادهم وتوقف حركة الطيران وكانوا في حدود 1700 شخص وقمنا بنقلهم بالفعل الى القاهرة وقدمنا لهم المساعدات على اكمل وجه حسب تعليمات منظمه الصحة العالمية بعمل جميع الإجراءات الاحترازية المتبعة، وعقب وصولهم الى القاهرة بسلامة الله ، تلاحظ لنا عدم ذكراي شيء عن الموضوع في أي وسيله من وسائل الاعلام ، والغريب في الامر ان وسائل الاعلام ذكرت ان السيد محافظ اسوان والسيد مدير الامن هما من قاموا بهذا الموضوع ولم يذكر اسمى من قريب او من بعيد ، وفى النهاية الهدف من هذا الكلام ليس لرغبتي في الحديث عن شخصي المتواضع في وسائل الاعلام ولكن كنت أتمنى ان يذكروا ان فيه مؤسسة مدنيه شاركت وبقوه في هذا الموضوع  .

يجب على الاعلام بصفه عامه ان يكون لديه الشفافية الكاملة وكل من شارك من المجتمع المدني في 

الوقوف بجانب الدولة ان يتم ذكره في وسائل الاعلام بالإيجاب ليكون دافع وحافز لباقي مؤسسات المجتمع المدني.

ليس بالأعلام فقط سيتم القضاء على الجائحة ولكن أتمنى من السيد الرئيس اثناء حديثه لوسائل الاعلام عن الازمه ان يكون معه عدد2 فريق طبي ويتحدثوا في المؤتمر عن الوضع الحالي للازمه والمتوقع للأيام القادمة في ظل الجائحة نظراً لأهمية الجائحة والتي اصبحت حديث الساعة الان 

السيد سفير دوله الصين بالقاهرة

انا شخصيا من خلال هذه الندوة والاستماع الى اراء حضراتكم اكتسبت معلومات مهمة وانا على ثقة تامه بإن التعاون بين مصر والصين سيكون له دور فيما يخص مكافحة الفيروس، والصين ستبذل قصارى جهدها لتوطيد العلاقة بين الجانب الصيني والجانب المصري في كافة المجالات 

وقالت الدكتورة / مها الرباط

كل التوصيات التي تحدثنا عنها مفيدة جدا للوضع المتغير والتي يجب ان ننظر الية في المستقبل،

ويجب ان نعطى الاولوية لقطاع الصحة الان وفى المستقبل وخصوصا لعدم معرفتنا متى ستنتهي الجائحة، ويجب علينا تنفيذ كل التدابير الاحترازية وتعليمات منظمه الصحة العامة بكل حسم مع أهمية دور الاعلام وتبادل البيانات نظرا للحد من خطورة الجائحة.

وأود ان اضيف على كلام السيد الوزير / منير فخري عبد النور وهو الحديث على بلدنا الحبيبة سوف نجد فيها أشياء عظيمة من الشمال الى الجنوب وحتى شمال وجنوب المحافظات فيجب علينا ان تكون المعلومة الطبية خاصه بكل منطقة جغرافية على حده طبقا للنطاق الجغرافي وهذا هو دور الاعلام المصري في تبسيط المعلومة للمتلقي على حسب احتياج كل منطقه جغرافية، ويجب تفاعل المواطنين 

مع الإجراءات المتبعة للقضاء على الجائحة.

وقالت السفيرة د. مشيرة خطاب

التفاوتات التي تحدث في الغالب تؤدى الى التمييز في التمتع بحقوق الانسان، ولهذا نص الدستور المصري في المادة 53 على ان كل المواطنين متساويين امام القانون دون أي تمييز، والتمييز يعد جريمة يعاقب عليها القانون.

وينظم القانون انشاء المفوضية المستقلة للقضاء على كافة اشكال التمييز 

وبالنظر الى التفاوتات في التمتع بالحقوق بين صعيد مصر والعواصم مثل القاهرة والإسكندرية الخ

سنجد تفاوت بالتمتع بالتعليم ـ الحماية الاجتماعية فهناك استحقاق دستوري نأمل من مجلس الشعب ان يقر قانون المفوضية المصرية للقضاء على كافة اشكال التمييز، والتمييز هنا المشار الية ليس المقصود به التمييز بين الرجل والمرأة ولكن التمييز بالتمتع بالحقوق بين جميع المواطنين.

الفرص التي كشفت عنها فيروس كرونا يجب ان تُغير أنماط حياتنا تُغير اولوياتنا تُغير شعورنا بالمسؤولية وكيفية التعبير عن مسؤوليتنا.

واتقدم بالشكر للسيدة الدكتورة / مها الرباط والشكر موصول لكل من شارك معنا عبر الانترنت وجميع العاملين بمؤسسة كميت بطرس غالى لأنهم تحملوا الكثير لكي تخرج هذه الندوة بالشكل اللائق.

ان شاء المولى سوف نوافى حضراتكم بما اسفرت عنه التوصيات وفقا لما اقترحتموه في هذه الندوة وكل الشكر لمراسلة جريدة المصري اليوم وشكراً