رجوع

أعضاء مجلس الامناء

السيد الوزير / عمرو موسي

عضو مجلس أمناء المؤسسة

عمرو موسى، أحد أكثر الشخصيات العامة ,والدبلوماسية المصرية شهرة ، مع تاريخ يمتد لعقود من العمل السياسي والدبلوماسي في مصر، والشرق الأوسط، وعلى الساحة السياسية .

ولد موسى في القاهرة ولكن أصوله تنتمي إلى محافظات القليوبية والغربية التي قضى فيها سنواته الأولى بعد وفاة والده في سن مبكّر. كان والده الدكتور محمود موسى مدرساً بالجامعة المصرية وحاصل على الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة ليون بفرنسا بالإضافة لكونه عضواً بمجلس النواب المصري عن حزب الوفد.

تلقى موسى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب ثم فى مدرسة قرية محلة مرحوم حيث حفظ القرآن الكريم وأجاد مبادئ اللغة العربية قبل أن يلتحق بمدرسة طنطا الابتدائية ثم الثانوية. إلتحق عمرو موسى بعدها بالجامعة ليحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام ١٩٥٧ ويلتحق بعدها بوزارة الخارجية المصرية عام ١٩٥٨.

تدرج موسى خلال عمله بالخارجية من ملحق بسفارة مصر في برن بسويسرا (1960-1964) ثم عضوا في بعثة مصر بالأمم المتحدة (١٩٦٨- ١٩٧٢)، فعضو بمكتب وزير الخارجية (١٩٧٣-١٩٧٧)، ثم مديراً لإدارة الهيئات والمؤتمرات الدولية (١٩٧٧-١٩٨١)، وذلك قبل اختياره مندوب مصر المناوب لدى الأمم المتحدة في نيويورك (١٩٨١-١٩٨٣)، وبعدها كان سفيراً لمصر في الهند (١٩٨٣-١٩٨٦)، ليعود بعدها مديراً لإدارة الهيئات والمؤتمرات الدولية (١٩٨٦-١٩٨٩)، ثم مندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك (١٩٩٠-١٩٩١).

كانت المحطة الأهم في مشوار عمرو موسى السياسي عندما تقلد المنصب الأرفع في السلك الدبلوماسي المصري، ليكون الوزير الخامس والخمسين للخارجية المصرية حيث عمل أول ما عمل لعودة مصر إلى محيطها ودورها العربي. وكان من أهم المحطات التي أطل منها موسى على الوطن العربي تمثيله لمصر في مؤتمر مدريد للسلام، وكذلك نشاطه الملحوظ لتقوية العلاقات المصرية العربية، وإهتمامه وزياراته المتكررة للدول الإفريقية حيث عمل على نزع فتيل أزمات بين مصر والسودان ومصر وإثيوبيا وغيرها وأسس لاتفاقات لازالت قائمة للتبادل التجاري والاقتصادي بين مصر وأفريقياو على رأسها دخول مصر الى الكوميسا. نادى موسى أيضا بفتح جميع الملفات في العلاقات العربية الإيرانية والحديث عنها بصراحة واضعين المصالح المصرية والعربية في الاعتبار، وذلك في سبيل خلق جو من التفاهم لعودة الحقوق العربية وانهاء الاحتقان الذي كان يزداد بسبب الوضع في العراق.

عمل ( 2006-2008) وزير الخارجية المصري عمرو موسى مع المجموعة العربية على تدارك آثار حرب الخليج الأولى وعمل لرأب الصدع العربي وحماية حقيق الشعوب العربية وضد التدخل الأجنبي، وعندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية كان عمرو موسى أول داعميها وتطلعت إليه الشعوب العربية بإعتباره رافضاً للعجرفة الصهيونية والشخص القادر على الرد عليهم ومقارعتهم وكشف زيفهم.

في العام ٢٠٠١ كان هناك اعتراف عربي واسع بجهود موسى حينما انتخبته الدول العربية بالإجماع أمينا عاماً للجامعة العربية، وليبدأ موسى عشر سنوات من العمل تحت راية تجمع العرب جميعا، وليخاطب مصالح العرب فيهم قبل أن يخاطب العالم بإسمهم. عمل موسى خلال فترته الأولى كأمين عام لجامعة الدول العربية لحماية الوطن العربي من اخطار التدخل الأجنبي ونجح من خلال عمله مع الأمين العام للأمم المتحدة وقتها ( كوفى عنان) في تأجيل الغزو الأمريكي للعراق لشهور قبل أن تلجأ الولايات المتحدة لمجلس الأمن لتمرير قرار الحرب وقتها، وعمل عمرو موسى على احتواء الاثار التي نجمت عن هذا بزياراته للعراق والدول العربية لمحاولة حماية الشعب العراقي وكذلك البلاد العربية من آثار الحرب.

عمل موسى على تطوير دور الجامعة العربية فنشط في العمل على الساحة اللبنانية في مواجهة نير الصراع الأهلي وكذلك نجح في صياغة المبادرة العربية التى أطلقها الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية وقتها لتكون عنوانا للموقف العربي من الصراع العربي الإسرائيلي حتى اليوم ويتم الموافقة عليها في القمة العربية فى لبنان ( عام 2002) ثم فى قمة المؤتمر الإسلامي بطهران. أدخل موسى أيضاً بعدا اقتصاديا للتعاون السياسي العربي ببداية القمم الاقتصادية العربية وإنشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالاضافة الى دور الجامعة في دعم الربط العربي في مجالات الاتصالات والنقل والتعليم. دعا موسى أيضا لتوسيع أفق الجامعة العربية. أنشئ فى عهده البرلمان العربى، ومجلس الأمن والسلم العربى.

وقف موسى أمام القمة لاقتصادية العربية في شرم الشيخ بعد ثورة تونس ليخبر العالم قبل القادة أن ثورة تونس ليست بعيدة عن هذه القاعة، وأنها مقدمة لما هو أكبر ولابد أن يبدأ العرب في بناء نهضة عربية حقيقية تخاطب المستقبل قبل أن يفوت الوقت، وانحاز موسى الى الشعوب، ورفض أن تقف الجامعة العربية مكتوفة، ودعم حق الشعوب العربية في التحرر خلال اجتماعات الجامعة وقراراتها ومواقفها، وأيضاً بنفسه حين نزل إلى الشباب الثائر بميدان التحرير للاستماع إليهم.

عرف المصريون والعرب والعالم كله موسى كوزير للخارجية المصرية ثم أميناً عاماً للجامعة العربية قبل أن يقرر خوض غمار السياسة المصرية في فترة من أدق فترات التاريخ العربي. كان عمرو موسى مرشحاً متصدراً في أول انتخابات رئاسية المصرية حرة بعد ثورة ٢٥ يناير التي خطا تجاهها من مكتبه في جامعة الدول العربية ونزل إلى أرض ميدانها وسط الشباب والثورة.

خسر موسى السباق الرئاسي ولكنه خرج ليعلن للعالم كله أنه كسب أياما قضاها بين أبناء وطنه، هي أعز عليه من سنين قضاها يجوب العالم بإسمه، ووضع يده في يد الساسة الوطنيين ليؤسسوا لجبهة الإنقاذ التي قادت التيار المدني ضد محاولات الانقضاض على ثورة الشعب المصري وتقييد حريته من جانب فصائل الإسلام السياسي.

تم انتخاب عمرو موسى عضواً في الجمعية التأسيسية للدستور عام ٢٠١٢، وَقّاد المفاوضات مع الكتلة لمدنية داخل اللجنة للحفاظ على الهوية والحريات المصرية، وعندما وضح للرأي العام أهداف التيارات داخل اللجنة، قاد انسحاب التيار المدني من داخلها والرفض الشعبي لهذا الدستور، كما تقدم المظاهرات التي تدعو لرفض الإعلان الدستوري الذي حاول النظام الإخواني فرضه لتمرير انفرادهم بالسلطة وتقييدهم للشعب.

كان موسى في طليعة المنادين بثورة الثلاثين من يونيو وأعلن أن مصر لا تحتمل عاماً آخر من سوء الإدارة لنظام أدمن السلطة ولم يفعل شيئا إلا محاولة التشبث بها، وعمل بعد سقوط نظام الإخوان لنقل الصورة الحقيقية لما حدث في مصر الى العالم إعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا.

تم انتخاب موسى رئيسا للجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري حيث عمل مع خمسين من أبرز الشخصيات المصرية بالإضافة إلى عشرة من الفقهاء الدستوريين لصياغة دستور يعبر عن مصر في جمهوريتها الثالثة، ويؤسس لدولة ديمقراطية حرة قادرة على التقدم والبناء بروح القرن الحادي والعشرين. تداعى المصريون بشكل غير مسبوق ليصوتوا بنعم للدستور الذي عبر عنهم وعن آمالهم بنسبة موافقة تعدت ال٩٠٪‏.

حصل موسى على وشاح النيل من مصر عام ٢٠٠١ ووشاح النيلين من السودان ٢٠١١، بالإضافة الى العديد من الأوسمة من ألمانيا والبرازيل والارجنتين والاكوادور والأردن وقطر.