كلمة الرئيس سام نجوما
نجوما ليس فقط الاب المؤسس لدولة ناميبيا لكنه ايضاً رفيق السلاح لقادة القارة الإفريقية الذين حاربوا من اجل استقلال بلادهم مثل كوامي نيكروما، وجوليوس نيريري، وباتريس لوموبا، وجمال عبد الناصر.
السفيرة الدكتورة مشيرة خطاب، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة.
السيد ممدوح عباس، رئيس المؤسسة.
معالي هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورئيسة المجلس الاستشاري للمؤسسة.
معالي نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
د. محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
سعادة السفير أحمد حجازي، الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية.
د. مفيد شهاب، وزير الدولة السابق للمجالس النيابية والشؤون القانونية.
السيد محمد فائق، رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان وعضو مجلس الأمناء المؤسسة ووزير الأسرة والسكان السابق بجمهورية مصر العربية.
أعضاء مجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة؛
أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي الحاضرون؛
الضيوف الكرام المدعوون؛
أعضاء وسائل الإعلام؛
سيداتي وسادتي:
إنه لشرف عظيم لي أن أكون هنا اليوم لاستلام الجائزة السنوية المرموقة "للإنجازات المتميزة" في مجال الدبلوماسية من أجل حل النزاعات السلمية وتعزيز التعاون والسلام بين الحضارات.
في هذا الصدد، اسمحوا لي بالنيابة عن وفدي، أن أعبر عن عميق امتناننا للسفيرة الدكتورة مشيرة خطاب، الرئيس التنفيذي ومجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، ومن خلالكم، إلى حكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيق، على الترحيب الحار الاستثنائي وكرم الضيافة التقليدي الذي لقيته لي ولوفد بلادي منذ وصولنا إلى القاهرة الجميلة في هذا البلد الغني والتاريخ الطويل في الحضارة الإنسانية.
وكما تذكرون، فإن الصداقة وأواصر التضامن القوية بين جمهورية ناميبيا وجمهورية مصر العربية هي علاقات تاريخية وتعود إلى سنوات كفاحنا المسلح الطويل الأمد من أجل التحرير. خلال تلك الأوقات العصيبة لكفاحنا، تعاونت "سوابو" مع القوى التقدمية الأخرى في المحافل المتعددة الأطراف مثل حركة عدم الانحياز (NAM) ، والحركة المناهضة للفصل العنصري ، وكذلك الأمم المتحدة (UN) من خلال مجلس ناميبيا بالأمم المتحدة، الذي أيد القضية النبيلة للنضال من أجل تحرير وطننا الأم ناميبيا.
وفي هذا الصدد، أذكر أنني حضرت المؤتمرات الشعبية الأفريقية الثالثة التي عُقدت في مارس 1961 في القاهرة، حيث التقيت بالعديد من أتباع الوحدة الإفريقية، بمن فيهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان مؤيدا مخلصًا لتحرير افريقيا، وأكد لنا دعمه لسوابو وعرض علي تذاكر طيران للتدريب العسكري لمقاتلينا.
وفي يوليو 1962، أرسلت "سوابو" سبعة رجال إلى جمهورية مصر العربية للتدريب العسكري على تكتيكات حرب العصابات، بما في ذلك القفز بالمظلات والتدريب البحري. كان هؤلاء من بين أوائل مقاتلي الجناح العسكري لسوابو، الذين أشعلوا شعلة كفاحنا المسلح من أجل التحرير في 26 أغسطس 1966 في أوموجولوغومباشي في شمال ناميبيا.
ولأن مصر لعبت دورًا محوريًا في دعم نضالنا، فقد استضافت مكتب "سوابو" الأول في شارع أحمد حشمت بالزمالك، القاهرة، الذي كان موطنًا لحركات تحرير إفريقيا، كما استضافت وتدربت مقاتلين أفارقة من أجل الحرية وأمدتنا بالأسلحة والذخيرة.
كما أذكر أيضا أن منظمة الوحدة الأفريقية أنشأت في عام 1964 لجنة التحرير الأفريقية، التي أعيد تسميتها فيما بعد باسم اللجنة التنسيقية لتحرير أفريقيا، ومقرها دار السلام. كانت جمهورية مصر العربية المتحدة من بين الدول التسع الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية التي شكلت جزءًا من لجنة التحرير.
هذه اللجنة، برئاسة مصر، اعترفت ب "سوابو" بصفتها الممثل الوحيد والحقيقي للشعب الناميبي، وهو ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الاطار، فإنني قد اشعر بالتقصير في واجبي إذا لم أشكر شعب جمهورية مصر العربية الشجاع على الدعم السياسي والمادي والدبلوماسي والمعنوي الذي لا يتزعزع الذي قدموه لحركتنا التحريرية، حتى تحقيق هدفنا في الحرية والاستقلال الحقيقي في 21 مارس 1990.
وبينما كانت سوابو تعمل على تعزيز وحدة الهدف بين جميع الناميبيين، بعد الاستقلال مباشرة، أدخلنا سياسة المصالحة الوطنية، التي جمعت الأعداء السابقين معًا تحت مظلة واحدة. لقد فعلنا ذلك لأننا كنا ندرك حقيقة أن السلام وحده هو الذي يضمن التنمية المستدامة وبناء الدولة.
ولعلي أهدى هذه الجائزة للشعب الناميبي الذي تشرفت بقيادته خلال نضال التحرير المرير والممتد ضد الحكم الأجنبي لبلدنا والذي وضعنا له الأساس لرسم المستقبل لناميبيا حرة ومستقلة.
إنني في غاية الامتنان لاختياري لهذا الشرف المميز وأقبله بتواضع نيابة عن الشعب الناميبي وغيره من التقدميين في العالم، خاصة أولئك الذين تضامنوا معنا خلال كفاحنا من أجل الحرية والاستقلال الحقيقي.
أنا فخور بأن يرتبط اسمي باسم الدكتور بطرس غالي، الذي كان أول إفريقي يشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة في عام 1992، وهي فترة التحديات العالمية الكبيرة التي واجهت منظمة الأمم المتحدة.
كان إنجازه الاهم هو وثيقته "أجندة السلام" التي أطلقت خطة للأمم المتحدة لبدء دراسة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للتنمية بطريقة أكثر تكاملاً، خاصة في أعقاب الحروب والصراعات.
وفي هذا السياق، فإنني عندما تلقيت إشعارًا بهذه الجائزة، كان قلبي مليئًا بالفرح بسبب القيمة التي ترتبط بها وهي عمل الأمين العام الاسبق للأمم المتحدة الراحل الدكتور بطرس بطرس غالي.
لذلك من المناسب أيضًا أن تُمنح هذه الجائزة في الرابع عشر من نوفمبر، عيد ميلاد الدكتور بطرس بطرس غالي.
إن موضوع الجائزة السنوية لمؤسسة كيميت بطرس بطرس غالي للسلام والمعرفة، وهو "الإنجازات المتميزة" في مجال الدبلوماسية من أجل حل النزاعات السلمية وتعزيز التعاون والسلام بين الحضارات، هو موضوع هام للغاية، خاصة بالنسبة لنا في إفريقيا.
إنه يتوافق تماما مع رغبة الاتحاد الأفريقي (AU) في إسكات البنادق في القارة الأفريقية، كما هو متصور في أجندة 2063، حول إفريقيا التي نريدها. كما أنه يتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، على النحو الوارد في جدول أعمال الأمم المتحدة 2030.
وفيما يتعلق بإيجاد حلول سلمية لمختلف الأوضاع في أفريقيا، فإننا نعرب عن تقديرنا العميق للنهج الإيجابي والبناء الذي اتبعته الأطراف الثلاثة، جمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان، وجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية في إيجاد حل سلمي، وتسوية تفاوضية في حالة سد النهضة الإثيوبي.
وفي هذا الصدد، لا يمكننا المبالغة في التأكيد على أهمية التوصل إلى نتيجة مربحة للجميع، بروح التضامن والتعاون ونعرب عن ثقتنا في العمليات التي يقودها الاتحاد الأفريقي وندعم بقوة الوساطة التي يقوم بها الرئيس الحالي لجمهورية الصين الشعبية. الاتحاد الأفريقي.
لذلك نحث جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على العمل دائمًا من أجل إيجاد حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية.
شكراً لكم