كلمة السيد ممدوح عباس في الحفل السنوي وتوزيع الجوائز

القاهرة، مصر | السبت 14 نوفمبر 2020:

ان العمل الشاق هو طريقنا الوحيد للنجاح فلن ندخر جهدا من اجل الوصول اليه سواء من خلال الندوات أو من خلال أنشطتنا المجتمعية التي ستعمل علي الارض من اجل المزيد من التواصل مع اهلنا في كل بقاع مصر... بل وقريبا في مناطق الازمات في افريقيا.

 

السيد الرئيس سام نيوما

السيدة ليا بطرس غالي

السادة أعضاء مجلس الأمناء

وأعضاء المجلس الاستشاري

السيدات والسادة

 

أهلاً بكم في الاحتفال السنوي الثاني لمؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة". لقد مر على إنشاء مؤسستنا عامان سعينا خلالهما لترسيخ أهداف المؤسسة للمساهمة مع جهود الدولة المصرية لضمان تمتع الجميع بحقوقهم الأساسية سواء الثقافية والتعليمية والحق في المعرفه وحرية التعبير.

لقد عملنا على مدار العامين بكل جهد من أجل تعزيز فكر وأنشطة المؤسسة لتطويرها والاستفادة من تجاربنا وتجارب الآخرين على نحو جعلنا نرسخ الحوار كأداة لتحقيق الأهداف، وتبادل الآراء كوسيلة للتفاهم، وتبني افضل الممارسات كأداة للتقدم، فكانت أنشطتنا موجهه لمناقشة القضايا الأساسية التي تهم مجتمعاتنا سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفكرية أو السياسية. 

هذا بعض من كثير من رؤية الدكتور بطرس غالي ... هذه الرؤية حملتها معه السيدة ليا بطرس غالي وكما كانت ملهمة له كانت ايضا ملهمة لنا ونبراسا يضئ الطريق وصاحبة الاقتراحات المثيرة للاهتمام التي تدعم خطواتنا وتؤكد علي ضرورة ان نقف واقدامنا علي الارض لكن افكارنا تطال عنان السماء كما كان الدكتور غالي. كانت السيدة ليا بطرس غالي، رفيقة درب لزوجها ومازالت ترافق افكاره ومبادئه وترافقنا في مسيرتنا من اجل ان تظل هذه المبادئ تنتقل من جيل الي جيل الي ان تحقق عالما اكثر سلاما واكثر معرفة بقيم الحق والجمال.... يشرفني ان اتقدم بالشكر علي عطائها الذي لن ينتهي ابدا وارجو ان تسمح لي بتكريمها رغم انها فوق كل تكريم.

لذلك، كنا اول من واجه جائحة كورونا بالعلم والمعرفة، عندما عقدنا الندوة الاولى في العالم حول اثار كورونا صحيا واجتماعيا واقتصاديا. رصدنا- مع الخبراء والمتخصصين في مصر والعالم- تأثيرها علي زيادة العنف الاسري، ووقوع المراة والطفل فريسة للجائحة صحيا وللعنف في منازلهم، راينا كيف تحولت الجائحة الي عامل هدم لدول كبرى وسألنا خبراء العالم عن تأثيرها اللا- محدود علي اللاجئين والمشردين من بلادهم في المنطقة العربيه وافريقيا.. ثم رأينا كيف يتهاوي اقتصاد العالم بسبب الجائحة. 

تحدثنا وناقشنا واعلنا سبل التعامل مع الكارثه عبر الانظمة الصحية والاقتصادية.. وحذرنا من دخول ملايين البشر الي دائرة الفقر المدقع ... كما حذرنا من مجاعات وآلام تقبل عليها البشريه دونما سلاح تدافع به عن نفسها ...ثم جاء بصيص من النور عندما راينا كيف تحولت تجربتنا في مصر الي "مثل" يقدمه خبراء الامم المتحدة كنموذح للنجاح...احتفوا بتجربتنا.. فاحتفلنا بهم عندما حصل برنامج الغذاء العالمي علي جائزة نوبل للسلام. 

كنا ومازلنا- طوال هذا العام- تحت تهديد كورونا، لكننا وقفنا جنبا الي جنب وعقدنا العزم علي ان نكون في الصفوف الاولى لمجتمعنا ...ولاننا ندرك ان العمل الشاق هو طريقنا الوحيد للنجاح فلن ندخر جهدا من اجل الوصول اليه سواء من خلال الندوات أو من خلال أنشطتنا المجتمعية التي ستعمل علي الارض من اجل المزيد من التواصل مع اهلنا في كل بقاع مصر... بل وقريبا في مناطق الازمات في افريقيا.

السيدات والسادة 

أسمحوا لي أن اتوجه للرئيس سان نيوما ببضع كلمات

سيدي الرئيس

إننا في "مؤسسة بطرس غالي للسلام والمعرفة" نفخر بوجودكم معنا في هذا اليوم... كما نفخر بوجودكم في القاهرة التي كانت دائما منارة للحرية والنضال من من اجل تحرير افريقيا من الاحتلال. هذه المؤسسة تحمل الافكار والمبادئ التي عمل من اجلها الدكتور بطرس غالي. فقد دعا دائما للتواصل الجاد مع افريقيا ولحصول كل ابناء القارة علي حقهم في الحرية والمساواة من اجل إفريقيا موحدة.

سيدى الرئيس

إن تشريفكم لنا ووجودكم بيننا اليوم له اهمية خاصة لكل الموجودين هنا، وللقيم والمثل التي نحملها جميعا .. كما ان له مغزى خاص بالنسبة لي ولعدد كبير من اعضاء مجلس امناء هذه المؤسسة. لقد حاربت من اجل حقوق ابناء بلدكم كما حاربت من اجل قيم اصبحت عالمية الطابع مثل حقوق الانسان والحق في تقرير المصير والاهم القضاء علي التفرقة العنصرية. لكن هذا ليس كل شئ، فقد عملت من اجل ارساء هذه القيم والمبادئ منذ توليت رئاسة دولة ناميبيا وكانت هذه هي المهمة الاكثر خطورة لبلد تمزق بالحرب وبالتفرقة العنصرية لسنوات طويلة. لكن عندما تحققت المعجزة صفق العالم لكل ابناء ناميبيا. 

سيدي الرئيس

لقد كنت دائما الثوري الذي لا يحيد عن مبادئه

وكنت الرئيس الذي لا يفرض مبادئه علي الاخرين

نشكرك لقبولك جائزة الانجاز المتميز في مجال الديبلوماسية والديمقراطية وحقوق الانسان.

السيدات والسادة

لقد استقر رأي مجلس الأمناء على منح الكاتبة والمفكرة نوال السعداوي جائزة مؤسسة بطرس بطرس غالي للسلام والمعرفة لإسهامها العلمي المتميز في الدفاع عن حقوق المرأة في مصر والعالم على مدار عقود ممتدة شاركت فيها بآرائها المختلفة ورؤيتها لما يجب أن تكون عليه بعض قيم مجتمعاتنا. وإذا ما كانت بعض هذه الآراء قد وجدت معارضة لها، إلا أن هذه المعارضة كانت دليلاً على تطور المجتمع المصري الذي قبل الاختلاف مع بعض الآراء التقليدية، لكنها كما نعلم هي عظمة "كيميت" او مصر التي تحتفي دائما بكل جديد قادم اليها لتستوعبه وتجعله جزءا منها ... انها عظمة المصريون. 

السيدات والسادة          

وكما هي عادتنا في مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، نكرم اليوم أيضًا ثمانية من الشخصيات الحائزة على جوائز متنوعة في مجالات التفوق الجامعي، والتميز العلمي في مجالي القانون الدولي العام والتنظيم الدولي، والتميز العلمي في مجال الدراسات الأفريقية، ودبلوماسية حل الصراعات والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وإنني إذ استغل هذه المناسبة لأعرب لهم جميعًا عن مدي تقديرنا لجهودهم من أجل العلم وتحصيل المعرفة، فهما السلاح الأول ضد العنف وكراهية الآخر والإرهاب. إنها السند الحقيقي للتنمية وأقرب الطرق للتقدم. 

 

السيدات والسادة الأفاضل

لقد آن لي أن أنهي كلمتي بتوجيه الشكر مرة أخرى لكل من شاركونا يومنا السنوي في مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، ولا يفوتني أن أتوجه بشكر خاص للسادة الأعضاء في مجلس الأمناء والسيدة مشيرة خطاب، الرئيس التنفيذي للمؤسسة وكل العالمين بها على جهودهم الدؤوبة وتفانيهم في خدمة مبادئنا وقيمنا السامية. 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته