الحفل السنوي لمؤسسة كيميت 2020
على طريق النجاح
في منتصف شهر مارس من هذا العام، قررت الحكومة المصريه البدء في تطبيق سياسة الاغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد. لم يكن اغلاقا تاما لكن كانت الاجراءات الاحترازيه قوية وواضحة للجميع وكان من الطبيعي ان نبقى في منازلنا اتقاء لشر هذه الجائحة، لكننا فضلنا ان نقف الي جانب بلدنا ونعمل يدا بيد مع كل المهتمين لمعرفة هذا الشر الذي لف العالم بعبائته السوداء. كانت المعرفه هي الطريق الافضل لنا وكان من الطبيعي ان نعرف ليس فقط التفاصيل الصحية لكن تأثير هذه الجائحة على الاسرة المصرية، على المرأة والطفل من حيث زيادة العنف الذي تعرضا له اثناء الازمة، ثم الاثار الاقتصادية التي عانينا وسنعاني منها حتى بعد انتهاء الجائحه. هكذا بدأ السيد ممدوح عباس، رئيس مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة" حديثه اثناء الحفل السنوي للمؤسسة والذي اقيم في الذكرى 98 لميلاد الدكتور بطرس غالي.
الحفل السنوي للمؤسسة يقام في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام ويتم فيه الاحتفال بعدد كبير من المتفوقين والمتميزين في المجالات التي اهتم بها الدكتور غالي وهي كثيرة منها القانون الدولي والدراسات الافريقيه وفي القلب من كل ذلك دراسى العلوم السياسية من جامعته في القاهرة.
ياتي ايضا علي راس المكرمين من كان لهم دور متميز في العمل الدبلوماسي خاصة في مجال حل الصراعات والديمقراطيه وحقوق الانسان بمعناها الاشمل. لذا، قامت المؤسسة هذا العام بتكريم رئيس ناميبيا الاسبق السيد سام نيوما والذي حارب لعقود طويله من اجل تحرير بلادة من النظام العنصري الذي ضرب ناميبيا وجنوب افريقيا بعد ان تخلصا من الاستعمار البريطاني. كما كرمت المؤسسة ايضا السيدة نوال السعداوي علي اسهاماتها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
واشار الرئيس نيوما الي دور مصر الكبير في الوقوف الي جوار الشعب الناميبي للحصول على حقه في الاستقلال والعيش بكرامه في بلاده. وأشار نيوما، أثناء تكريمه فى الحفل السنوى لمؤسسة كيمت بطرس غالي، إلى لقائه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ودعمه لحركة التحرير فى ناميبيا، وتوفير التدريب اللازم لأعضائها، لافتا إلى أن القاهرة استضافت أول مكتب خارجى لحركة التحرير فى ناميبيا، قائلا: "تحياتى لروح عبد الناصر العظيمة".
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قداستقبل الرئيس سام نيوما كما قام بتهنئته على حصوله على جائزة مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام" تقديراً لجهوده وإنجازاته في مجال تسوية النزاعات بالقارة الإفريقية، وكذلك لنضاله الطويل لتحقيق استقلال ناميبيا.
ومن جانبه، أشاد نيوما بدور مصر الدؤوب تحت قيادة الرئيس السيسي في دعم جهود صون السلم والأمن في إفريقيا والوفاء بمبادرة إسكات البنادق في القارة التي دعا لها الاتحاد الافريقي، مؤكداً أهمية مصر وثقلها كفاعل رئيسي في إرساء دعائم العمل الإفريقي المشترك، ولإيجاد الحلول للمشاكل الإفريقية ولمختلف قضايا السلم والأمن بالقارة.
كما أعرب الرئيس الناميبي الأسبق عن التقدير الذي تحظى به مصر في ناميبيا والقارة الإفريقية لما قدمته من مساندة تاريخية في الكفاح من أجل الاستقلال خلال القرن الماضي، فضلاً عن امتداد هذا الدور المصري المقدر والداعم لمختلف القضايا الإفريقية على المستويين الثنائي والقاري إلى وقتنا الحاضر، وهو ما تجسد بوضوح مؤخراً خلال الرئاسة المصرية المثمرة للاتحاد الإفريقي في عام 2019.
واشارت الوزيره هاله السعيد، وزيرة التخطيط والتنميه الاقتصادية ورئيس الهيئة الاستشارية للمؤسسة التي شاركت التي شاركت في هذا الحفل السنوى الي ان المؤسسة تعد تعبيرًا عن الاعتزاز بمسيرة الدكتور بطرس غالي الحافلة وعطائه المتميز لقضايا وطنه وقضايا الإنسانية، وأهم ما يميز هذه المسيرة هو السعي المخلص لإقرار السلام والتفاهم، وإقرار الحقوق الثقافية دون تمييز.
وأشارت وزيرة التخطيط إلى المبادئ التي تتبناها مؤسسة كيميت بطرس غالي، والتي تركز على قيم الحوار والإيمان بأهمية العلم والبحث العلمي لتحقيق هذه الأهداف، مؤكدة على أن أنشطة ومحاور عمل المؤسسة تعكس هذه القيم، خاصة فيما يتعلق بتشجيع المبدعين والتعاون بين الدول الأفريقية والتوعية بحقوق الإنسان وحق الجميع في التنمية والحياة الكريمة.
كما لفتت الدكتورة هالة السعيد، إلى تعاون المؤسسة مع العديد من المنظمات والجهات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق أهدافها، مشيرة إلى أهمية تنمية التعاون مع الدول الأفريقية، وتشجيع الباحثين المتميزين في مجالات بناء السلام والتعاون والقانون الدولي.
كما اشارت الوزيرة نبيلة مكرم عبيد، وزيرة الهجرة وشئون العاملين بالخارج وعضو الهيئة الاستشاريه للمؤسسة الي ان التعاون الوثيق الوزارة ومؤسسة كيميت في أزمة المصريين العالقين اثناء الجائحة كان له أثر كبير في اعادة المصريين من السودان، وإجراء التحاليل اللازمة لهم، والمتابعة المستمرة حتى وصولهم إلى منازلهم.
ووجهت وزيرة الهجرة شكرها لمؤسسة «كيميت» والسيد ممدوح عباس، على التعاون والتنسيق في هذا الملف، بالإضافة إلى التعاون في محاربة الهجرة غير الشرعية، حيث عقدت «كيميت» ندوة حول الهجرة غير الشرعية والمبادرة الرئاسية لمكافحة الهجرة غير الشرعية «مراكب النجاة»، مشيدة بتعاون مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
هذه المؤسسة الشابه والتي انطلقت اعمالها منذ عامين فقط، استطاعت بفضل جهود العاملين فيها ان تدعم كل ما له علاقة بالإنسان المصري بداية من حقه في الخدمات الصحيه والدعم المادي والمعنوي اثناء الازمة الي ضرورة معرفة ما ينتظره من ازمات وكيفية الخروج منها.
في هذه المؤسسة أنبل ابناء وبنات مصر ممن عملوا ودرسوا مع د. بطرس غالي وهم كوكبة من كبار رجالات الدولة وسيداتها منهم الوزراء عمرو موسى ومحمد العربي ومنير فخري عبد النور وعلي الدين هلال ومن الوزراء الحاليين السدات هالة السعيد ونبيله مكرم عبيد ومايا مرسي. ولم تنس المؤسسة الدور الكبير لمفكرينا فكان من بينهم الاساتذه مراد وهبه ووسيم السيسي وحسام بدراوي.