ندوة بعنوان "سوريا إلي أين؟"

22 يناير 2025:

بين التفاؤل الحذر والتشاؤم الكارثى، تباينت مواقف وردود أفعال عدد من السياسيين والدبلوماسيين والخبراء الاستراتيجيين وأساتذة العلوم السياسية من المهتمين بالشأن السورى، حول مستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، فى ظل القيادة الجديدة الحالية تحت حكم أحمد الشرع رئيس هيئة تحرير الشام، خلال ندوة نظمتها مؤسسة «كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة» تحت عنوان سوريا إلى أين؟ مساء أمس الأول، بالنادى الدبلوماسى بحضور عدد من وزراء الخارجية السابقين والسفراء وأساتذة العلوم السياسية والشخصيات العامة، من أبرزهم عمرو موسى، ومحمد العرابى، والدكتور على الدين هلال.


 

افتتحت الندوة السفيرة ليلى بهاء الدين، المدير التنفيذى لمؤسسة «كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة»، وألقت كلمة الافتتاح نيابة عن ممدوح عباس، رئيس المؤسسة، وأكدت خلالها أهمية سوريا فى الوجدان المصرى، فضلًا عن أهميتها كدولة عربية محورية تاريخيًا وثقافيًا واستراتيجيًا، لافتة إلى حرص المؤسسة على متابعة التطورات المتسارعة والمدخلات المعقدة فى إطار نسيج مركب على كافة المستويات: دينية وطائفية ومذهبية، فى محاولة لفهم إلى أين تذهب سوريا.

 

 

وقال «عباس»: غالبية السوريين تملكتهم مشاعر عفوية مفهومة من الفرحة بعد سقوط نظام الأسد، لكن صاحب هذه الفرحة خوف من القادمين الجدد، ومن تعاظم المصالح الإقليمية والدولية المتنافسة. ومع الأمل، تكاثرت الأسئلة: هل من الممكن فصل هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع عن تاريخهم وإرثهم المرتبط بجبهة النصرة والقاعدة؟ هل انفصالهم عن القاعدة سياسى فقط أم فكرى أيضًا؟ هل من الممكن أن يفرض النشاط الثقافى والمدنى والسياسى المأمول للسوريين قدرًا أكبر من الاعتدال خصوصًا بعد العودة المتوقعة للسوريين فى الشتات؟ ثم إن هيئة التحرير نفسها تضم فصائل متعددة بخلفيات متنوعة، وبعد سقوط نظام الأسد ما الذى تبقى من الرؤية المشتركة بين هذه الفصائل؟.

 

 

وأضاف: هنا تبرز ضرورة ألا تتحول سوريا إلى مصدر تهديد للاستقرار فى المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية. متسائلًا: بتغير التوازن الإقليمى وخروج إيران وإحكام السيطرة التركية على المناطق التى تحتلها فى سوريا وتوسعها بها، كيف يتم التوفيق بين الرفض التركى لقوات سوريا الديمقراطية والتفاوض معهم بهدف إدماجهم فى المؤسسات السورية؟، كيف سيتم التعامل مع إسرائيل مع تربصها لسوريا وما رأيناه من تدميرها لأسلحة جيشها واحتلالها للمزيد من الأراضى السورية؟.

 

 

وتابع عباس: «تطوير مؤسسات الدولة وتفعيلها، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب السورى بصورة عاجلة ضرورة؛ وهنا تظهر شروط رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، ويبرز التساؤل بشأن ما المتوقع من تعاظم تأثير الولايات المتحدة أثناء حكم الرئيس ترامب على أوروبا وتركيا وربما دول الخليج العربى».

 

وتحدثت دارين خليفة، كبيرة المستشارين فى مجموعة الأزمات الدولية والخبيرة فى الشأن السورى، حول 4 نقاط أساسية لفهم ما يحدث فى سوريا الآن، يمكن البناء عليها لتحديد المستقبل، وهى: من هم صناع القرار فى سوريا حاليًا؟، ومن هو أحمد الشرع؟، وما هى أهم المشكلات والتحديات التى تواجه الإدارة الجديدة؟، وماذا عن المواقف الدولية، ورؤية ترامب وإدارته الجديدة للحالة السورية؟.