كيميت تحتفل ببرنامج الغذاء العالمي الحائز علي جائزة نوبل
استطاع برنامج الغذاء العالمي ان يقتنص جائزة نوبل للسلام، وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها احدى منظمات الأمم المتحدة على جائزة السلام العالمية لكنها بالقطع من أصعب واهم الجوائز التي جاءت في أحلك الأوقات لتربت علي قلوب الملايين من المحتاجين في العالم. لذا، قامت مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة" بتنظيم لقاء احتفالا واحتفاء بجهود هذا البرنامج الدولي الهام.
في البداية اكد السيد ممدوح عباس علي أهمية الدور الذي يقوم به برنامج الغذاء الذي بدأ عام 1961 وبعد عدة اشهر فقط واجه اول ازمة انسانيه حين اودى زلزال مدمر بحياة 12 الف شخص شمال ايران. اليوم وبعد ثمانين عاما من العمل الشاق، يقدم هذا البرنامج الطعام بل والأدوية أيضا لنحو 97 مليون شخص في 88 دولة. لكن المؤكد ان جائحة كورونا، كما أشار السيد ممدوح عباس أدت بالفقراء الي هوة سحيقة سقط فيها ما يقرب من 690 مليون شخص، 60% منهم يعيشون في مناطق نزاعات. وأضاف السيد عباس ان الأكثر تأثرا هم الجوعى من الأطفال حيث نفقد ما يقرب من 1.9% الي 16.5% من اجمالي الدخل القومي لنحو 14 دولة افريقية بسقوط ملايين الأطفال في براثن الجوع والتقزم وامراض أخرى كثيرة.
وأكدت السفيرة مشيرة خطاب، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، علي العلاقة القوية بين العنف والجوع. لكن علي الرغم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيرش، المعروفه ب" اسكات السلاح" مع اندلاع وباء كورونا، غير ان أعضاء مجلس الامن لم يستجيبوا لهذا النداء قبل مرور اربعه اشهر، وكان المعنيين بالدعوة أصحاب النزاعات المعروضة علي مجلس الامن الدولي فقط. هذا يعني- حسب قول د. خطاب- تجاهل النزاعات في35 دولة أخرى وكذلك تجاهل عمليات مكافحة الإرهاب والتي اعاقت وصول المساعدات لمستحقيها في مناطق الصراع. لكن على الرغم من ذلك استطاع برنامج الغذاء العالمي ان يتخطى هذه الصعوبات ويصل الي الفقراء ويقدم المساعدات الغذائية بل والأدوية أيضا.
وأكدت الوزيرة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في مصر، ان العلاقة الوثيقة التي أقامها البرنامج مع شركائه في جميع انحاء العالم ومصر من بينها، كان له أثر كبير وقت ازمة "كورونا" وهو ما يؤكد حسب قولها علي الدور الهام الذي تقوم به المنظمات الدولية وقت الازمات الكبرى. وقالت المشاط، ان وزارة التعاون الدولى في مصر تعتمد علي ثلاثة مبادئ رئيسية في عملها استطاعت من خلالها ان تبني شراكات واسعه وهامة مع شركاء التنمية الدوليين. هذه المبادئ هي خلق منصة للتعاون المشترك لكل المهتمين بالتنمية سواء من المنظمات الدولية او الإقليمية، وثانيا تقديم اولوياتنا في العمل خاصة مع الضغوط المتزايدة علي طلب المنح والمشاركات وثالثا تقديم خريطة للتنمية توضح التزامنا بمبادئ التنمية المستدامة والتي تأتي علي راس أولويات الحكومة المصرية. لذا فقد استطاعت الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي من العمل في عدد من برامج التنمية كان من بينها برنامج مع وزارة الزراعة المصرية حيث قامت الأطراف المشاركة بالعمل مع الفلاحين في احدى قري مدينة الأقصر جنوبي مصر... "عمل هذا البرنامج علي توعيه الفلاحين بأهمية الاستخدام الأمثل للمياه والأرض الزراعية المحدودة وهو ما أدى الي تغيير ثقافة اهل هذه المنطقة النائية لتقديم النموذج المعروف بالاقتصاد ثلاثي الابعاد."
وأشار المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي، مهند هادي، الي ان العوامل الجوهرية التي ساعدت في تغلبهم على العديد من الصعاب خاصة فترة الجائحة هو إقامة علاقات وطيدة مع الناس في كل مكان, وأضاف ان نحو 52% من كل دولار يصل البرنامج ينفق في منطقة الشرق الأوسط واسيا وشرق اوروبا وذلك لتعدد الازمات التي تواجه هذه المناطق، مشيرا الي انه من المستحيل الوصول الي سلام مع انتشار الجوعى. وقال هادي ان البرنامج يساعد نحو 4 ملايين لاجئ سوري و2 مليون آخرين في دول الجوار.
وقالت الدكتورة مها الرباط، مبعوث منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط، ان البرنامج استطاع ان يعمل في أحلك الظروف ووصل الي ملايين من المصابين والجوعى في انحاء متفرقه من العالم وذلك عبر شبكة واسعة من المتطوعين المحليين. كما اكد الدكتور رامي الناظر، رئيس الهلال الأحمر المصري، الي ان تعاون برنامج الغذاء العالمي مع الهلال المصري كان له تأثير كبير علي تخفيف حدة الازمة التي واجهت اعداد كبيرة من المصريين. وأشار الناظر الي ان الدور الذي لعبته المرأه المصرية منذ مائة عام وما استطاعت تقديمه للهلال الأحمر المصري مازال قائما ومقدرا من قبل العاملين في هذه المنظمة.