ندوة «كيميت» عن العدوان الإسرائيلى على غزة وسيناريوهات المستقبل

القاهرة، مصر | الإثنين 04 ديسمبر 2023:

قال عمرو مسي، وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، إن إسرائيل حتى اللحظة الراهنة خسرت بسبب الحرب فى غزة خسارة استراتيجية كبيرة، وانها بعد الجهود التى بذلتها على مدى السنوات الماضية لإزاحة القضية الفلسطينية، والحديث عن السلام مقابل السلام، وليس السلام مقابل الأرض، جاءت أحداث السابع من أكتوبر لتنسف كل ذلك، ولتعيد القضية الفلسطينية للصدارة.

 
 

واضاف خلال ندوة «العدوان الإسرائيلى على غزة وسيناريوهات المستقبل»، التى نظمتها مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة أن صورة القوة العسكرية الإسرائيلية التى لا تقهر لم تعد دقيقة.

مشيرا إلى أن العديد من الدوائر وصلت لاقتناع أن إسرائيل كانت تعلم أن حماس تخطط لشيء ما ولكنها نظرت للأمر نظرة استخفاف، وأن السياسة الإسرائيلية وصلت لقائمة من القناعات، منها أنه لا مكان لدولة فلسطينية، وأنه يجب تفريغ الأراضى الفلسطينية من سكانها ونشر الاستيطان، ولذلك كانت عملية «طوفان الأقصي» لحظة فارقة، لأنها لم تعطل فقط خطط التطبيع الإسرائيلية، ولكنها عطلت أيضا مشروعات اقتصادية عملاقة لم تضع المصلحة العربية فى اعتبارها. وقال إن العالم يتغير والشرق الأوسط يتغير بالمعنى الحقيقى للكلمة.

وقال إن مصر محاطة بدول تعانى من عدم الاستقرار سواء فى ليبيا أو السودان، ومنطقة البحر الأحمر، فضلا عن المشروعات التى تحاول اختراق الشرق الأوسط. مطالبا بأن نكون على درجة كبيرة من الوعى والحذر، ومناقشة التهديدات الموجهة لمصر، وأشار إلى أن إسرائيل لم تكن تستطيع أن تفعل ما فعلته لولا غياب أو تغييب مجلس الأمن، وأشار إلى الحاجة لوضع جديد، فلا يمكن التفكير على سبيل المثال فى مفاوضات سلام يكون نيتانياهو على رأس الوفد المفاوض، ولابد من وضع حد للانقسام الفلسطينى.

وقال إن الموقف العربى يحتاج إلى ضبط وكذلك الموقف الفلسطيني. وقال إن إسرائيل لم تعد فى مأمن من التهديد، ليس من الجيوش النظامية، ولكن من الجماعات المسلحة التى يمكن أن تكرر هجماتها. وأضاف أن الموقف المصرى من رفض التهجير القسرى للفلسطينيين مهم جدا وحصل على تأييد شعبى واضح.

من جانبه أكد ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة، أهمية فلسطين ومكانتها كقضية عربية محورية تاريخيا وسياسيا، وأضاف فى كلمته، خلال الندوة، والتى ألقتها نيابة عنه السفيرة ليلى بهاء الدين، المدير التنفيذى للمؤسسة، أن الجميع تفاجأ من حجم وطبيعة ما حدث يوم ٧ أكتوبر من حيث كفاءة التخطيط والتنفيذ للعملية التى قامت بها المقاومة الفلسطينية، وأن موقف الولايات المتحدة والدول الغربية المساند لإسرائيل، اتخذ بعدا شديد القبح، فى ضوء استمرارهم فى تأييد إسرائيل دون أى شرط أو ضابط.

وأوضح أن هناك الكثير من التساؤلات، خاصة أنه من الصعب تصور كيف ستتطور الأمور فى ضوء استمرار الصراع العسكري، وقال إنه من الصعب تصور سلام مع حكومة نيتانياهو خصوصا مع حزب الليكود اليمينى المتطرف والائتلاف الذى يحكم إسرائيل، ومن الصعب أيضا تصور عودة الأمور فى غزة الى ما كانت عليه، أو تصور تكرار نكبة ١٩٤٨ كما انه من الصعب تخيل صورة الحل النهائى الذى يمنح الشعب الفلسطينى الحق فى تقرير مصيره، مشيرا إلى أن الشيء الإيجابى الوحيد الذى نتج عن هذه الأحداث، هو عودة الوعى بالقضية الفلسطينية التى تصور البعض أنها ماتت ودفنت، وتعرف الأجيال الجديدة من شباب بل وأطفال مصر والعالم العربى عليها، بالإضافة إلى اتساع تضامن قطاعات كبيرة من شعوب العالم.

وعقب الدكتور على الدين هلال ،وزير الشباب الأسبق، بالقول إن المقاومة الفلسطينية أحرزت مكاسب كبيرة، أهمها المفاجأة الاستراتيجية وإحداث شرخ فى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. وقال إن الحديث عن المستقبل فى خضم الحرب الدائرة يبدو صعبا، لأنه مرتبط بنتيجة الحرب وحسابات المكسب والخسارة لكل طرف، وأن التساؤل المطروح فى ظل عدم التكافؤ الصارخ لصالح القوة العسكرية الإسرائيلية، هو عن مدى صمود المقاومة الفلسطينية، والسؤال الأهم إلى متى تستطيع إسرائيل الاستمرار فى القتال، ليس من الناحية العسكرية، ولكن من الناحية السياسية. خاصة فى ظل تغير النغمة الغربية فى استمرار الدعم غير المحدود لها، وفى ظل التهديد القائم على حدود إسرائيل الشمالية بسبب حزب الله، وقال إن الحرب الدائرة ربما تولد فرصة للتحرك لحل القضية الفلسطينية، ولابد للعرب أن يطرحوا تصوراتهم. وأضاف أن الحرب الحالية أظهرت مجددا مكانة مصر وثقلها الدبلوماسي.

أما المفكر الدكتور مصطفى الفقي، فأكد أن الشعب الفلسطينى لديه احساس بالثقة فى النفس بصورة غير مسبوقة، وهو فى وضع نفسى يسمح له بالتحدث باعتدال، وأضاف أن الثوابت الفلسطينية لا يزايد عليها أحد، ولابد من قدر من المرونة، خاصة أن الظروف الدولية مواتية للغاية، وأن إسرائيل دفعت ثمن المواجهة الحالية. وقال إن الأزمة الحالية تعد فرصة لمصر كى تسمع صوتها للعالم، وأن التطورات الجارية تثبت أن هناك حاجة للدور المصري.

من جانبه أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد، أن مصر تواجه خطرا بالغا يتمثل فى الدفع بالفلسطينيين نحو الحدود المصرية، وقال إن هناك خطرا آخر يتمثل فى أمن الملاحة فى البحر الأحمر، لأن هجمات الحوثيين آخذة فى التوسع، وهو أمر ربما يؤثر على قناة السويس، وأشار إلى اتساع النفوذ الإيرانى فى المنطقة، وقال إنها تلعب أوراقها بمهارة، وأن الحرب أثرت على إسرائيل، فلأول مرة هناك لاجئون إسرائيليون داخل إسرائيل، وهناك ما يقرب من مليون شخص فى حالة بطالة، وأضاف أن الأزمة ستكون هذه المرة طويلة، وعلينا حماية مصر من أى تهديد.