احتفاء مؤسسة بطرس غالي بقوات حفظ السلام المصري
نظمت مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة" وبينار بعنوان "قوات حفظ السلام المصرية". ويأتي هذا اللقاء احتفاء بدور مصر المتميز في قوات حفظ السلام الدولية خاصة دور قواتها من الجيش والشرطة في القارة الافريقية.
واكد السيد ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء المؤسسة في افتتاح الوبينار علي أهمية الاحتفاء بهذا الدور المتميز لمصر، مشيرا الى ان الدكتور بطرس غالي، عند تولية منصب الأمين العام للأمم المتحدة، قدم في وثيقة " أجندة من أجل السلام " التي صدرت في يونيو ١٩٩٢، مفهوما متكاملا حول سبل تسوية النزاعات في العالم وبناء السلام، ثم حفظه، وهي الإجراءات الخاصة بإرسال قوات الامم المتحدة لمنع تجدد النزاعات.
بدأت أولى بعثات حفظ السلام في مايو ١٩٤٨ عندما شكل مجلس الأمن مجموعة صغيرة من المراقبين العسكريين التابعين للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط (يونتسو)، ممثلة للهيئة الدولية، لمراقبة اتفاق الهدنة بين الدول العربية واسرائيل.
واكد المشاركون على ان مهمة مراقبي الهدنة تطورت كثيرا طوال هذه السنوات مع تطور مفهوم حفظ السلام الذي برزت فيه اسهامات الدكتور بطرس غالي.
وتعد مصر سابع أكبر دولة مشاركة في قوات حفظ السلام. وتشارك حاليا في ست عمليات لحفظ السلام في افريقيا الوسطى ومالي والسودان وجنوب السودان والصحراء الغربية والكونجو وهي من اولى الدول التي قدمت مصر فيها مساهمات كبيرة في هذا الإطار منذ الستينيات. وتختلف طبيعة مهمة الافراد المشاركين في هذه القوات حسب طبيعة الميدان الذي يعملون به وموافقة الأطراف المتصارعة علي وجود هذه القوات والولاية التي يتم تكليفهم بها وهو ما استدعى تطورا نوعيا لتدريبات هذه القوات. وأشار المتحدثون الي ان العديد من التخصصات قد اضيفت الي هذه القوات طوال السنوات الماضية وذلك بسبب تطور طبيعة المهام الموكلة اليهم. فبعد ان كان الطلب بشكل أساسي علي قوات المشاة اصبح الان الطلب علي افراد من سلاح المهندسين لا عادة البناء والخدمات الطبية والمستشفيات الميدانية المتنقلة والخدمات اللوجيستية والمدنيين بخبرات مختلفة
يأتي الدور المصري في قوات حفظ السلام كجزء لا يتجزأ ليس فقط من مبادئها في دعم السلام والامن الدوليين لكن ايضا في إطار دورها المتميز في القارة الافريقية وذلك منذ تبنيها لحركات التحرر الوطني في افريقيا، ولكن ايضا لاحترامها لمبادئ وميثاق الامم المتحدة والشرعية الدولية ولدى مصر قوات عادة ما تكون قادرة على الانتقال خلال 60 يوما الي ميادين النزاعات ويعود ذلك للتعاون بين وزارتي الخارجية والدفاع والأمم المتحدة. وتقوم وزارتي الخارجية والدفاع بدراسة الصراع الدائر في الدولة المطلوب التوجه اليها وانعكاساته علي امن مصر ومصالحها الاستراتيجية وموقف المعارضة الداخلية بها وكذلك الموقف الإنساني داخل هذه الدولة. هذا بالإضافة الي دراسة التفويض الصادر من مجلس الامن الدولي لبعثة حفظ السلام. وتعمل قوات حفظ السلام المصرية على تسجيل خبراتها والخروج بتوصيات لتحسين وتطوير عمليات التدريب العسكري والشرطي التي تقوم بها حتى تكون قواتها من حفظة السلام علي أهبة الاستعداد للعمل في أي مكان. وقد استدعى ذلك دعوة الخبراء من الدول الأخرى المشاركة في هذه القوات للاستفادة من خبراتهم.
لكن الدور المصري ليس مقتصرا على المشاركة بقوات حفظ السلام حيث تقوم ايضا بالمساهمة كمقرر للجنة الامم المتحدة الخاصة بحفظ السلام لتقدم مصر رؤيتها في تطوير المفاهيم الخاصة بحفظ وبناء السلام. وكما أشار عدد من المشاركين، فإن مصر تشارك أيضا عبر المركز المصري لتسوية النزاعات- الذي بدأ نشاطه عام 2008 - في تقديم المشورة والتوصيات من اجل أداء أفضل ومحاولة لحل النزاعات وليس فقط ادارتها، بالإضافة الي تطوير سياسات حفظ السلام وكذلك قيادة مسارات تفاوضية لإنهاء الصراع وهو ما يعرف "بخريطة طريق القاهرة لحفظ السلام" والتي تعتبر اسهاما مصريا وافريقيا متميزا.
واكد المشاركون ان وجود قوات حفظ السلام ليست بديلا عن إيجاد حل للنزاع الأصلي خاصة ان هذه المناطق أصبحت الان تعاني من وجود شركات خاصة بالأمن او ما يعرف "بجهات غير حكومية" أصبحت تقوم بأدوار غير مواتية لاستتباب الامن في هذه المناطق. وحسب المشاركون فان عملية بناء السلام يجب ان تكون في إطار متكامل حيث يجب دعم مؤسسات الدولة لما بعد خروج قوات حفظ السلام حتى لا تسقط مجددا.
وتحتفل الأمم المتحدة في 30 مايو من كل عام بقواتها من حفظة السلام والتي يعمل بها الان أكثر من مليون رجل وامرأة تحت راية المنظمة الدولية في ٧٢ عملية لحفظ السلام في مناطق النزاعات الإقليمية والحروب الأهلية، فحفظ السلام يعد أحد اضلاع منظومة العمل الأممية وأكثرها ظهورا وحساسية بالنسبة للمنظمة الدولية والتي يأتي من بعدها إجراءات التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق بتمويل هذه القوات، أكد المشاركون ان التمويل الذي يقوم بالجزء الأكبر منه أعضاء مجلس الامن الدولي، يصل الي ما يقرب من 6،5 مليار دولار وهو ضعف ميزانية الأمم المتحدة نفسها. لكن هذا الوضع جعل الدول الكبرى تقرر في اغلب الأحوال عدم مشاركة قواتها في حفظ السلام مقابل هذا الدعم المادي وتركت للدول النامية ومؤسساتها الإقليمية المساهمة بأفرادها في ميادين الصراعات.
أبرز المتحدثون القوات التي فقدتها مصر على مدى هذه السنوات والذي وصل عددهم الى ٢٨ شهيدا من قواتها المشاركة في عمليات حفظ السلام أثناء تأديتهم لواجبهم في حفظ الامن والسلم الدوليين.
شارك في هذا اللقاء السفراء إيهاب بدوي، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، والسفير محمد ادريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقا، واللواء أركان حرب متقاعد محمد الكشكي، مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية سابقا وكبير مستشاري مجلس أمناء جامعة بدر، واللواء امير الدمهوجي، الرئيس السابق لجهاز الاتصال المصري مع المنظمات الدولية. كما شارك أيضا في الحوار السفير ماجد عبد الفتاح، الممثل الدائم لجامعة الدول العربية بالأمم المتحدة والسفير هشام الزميتي سفير مصر السابق في اليابان وسكرتير عام المجلس المصري للشئون الخارجية والسيد محسن النعماني، وزير التنمية المحلية السابق.
للمزيد من التغطيه الصحفيه:
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2626116
الاخبار%2022-6-2022%20الطبعة%20الثالثة%20(1).pdf