بيان مؤسسة كيميت بطرس غالي بمناسبة "يوم افريقيا"
أيها الاخوة والاخوات الاعزاء
نحتفل اليوم، الخامس والعشرين من مايو، ب "يوم إفريقيا". في هذا اليوم ومنذ 58 عاما أنشأت منظمة الوحدة الافريقية التي اصبحت اليوم الاتحاد الافريقي.
في مثل هذا اليوم نود دائماً ان نتذكر ونقدم تحية اجلال وتقدير لآبائنا المؤسسين فقد كان لديهم الإيمان بضرورة وحدة إفريقيا. لقد كان لديهم البصيرة والطموح والتفاني لوضع اللبنات الأولي للتعاون والتكامل الاقتصادي والوحدة.
لم تكن هذه بالمهمة البسيطة. كان لابد من تخطي الكثير من العقبات لنعرف ان وحدة إفريقيا يمكنها ان تطلق العنان لإمكانات عظيمة وتخلق فرصاً هائلة بل وتتخطى تحديات كبرى.
إن شعار الاتحاد الافريقي هذا العام هو "الثقافة والفنون والتراث: كرافعة لبناء افريقيا التي نريدها"، وهو شعار ملهم يمكن من خلاله إطلاق الكثير من الإمكانات والقدرة على الابتكار. وعلى الرغم من أن القارة مازالت تصارع الآثار السلبية الوخيمة لجائحة كورونا والتي كان لها بالغ الأثر على الاوضاع الإنسانية والمالية والاقتصادية في افريقيا، حيث تلعب الثقافة والابتكار دوراً هاماً في الجهود الرامية لمكافحة انتشار فيروس كوفيد- 19. لقد تعلمنا ان التعاون هو السبيل الأمثل لحل المشكلات وانه لا توجد دولة منيعة كما أن بعض المشكلات لا تقف امامها الحدود.
إننا نحتاج جميعاً للعمل من أجل إعادة فهم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، علينا أن نعمل من أجل تعزيز المساواة والادماج والتماسك الاجتماعي لنتغلب على الآثار السلبية لفيروس كورونا حتى لا يعيق هذا الفيروس قدراتنا لتحقيق اجندة الاتحاد الافريقي من أجل قارة أكثر سلاماً ورخاءً واتحاداً.
إننا في مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، استطعنا ان نؤكد ما عبر عنه بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أكثر من مرة في كتاباته ومقولاته، وهو ان قوة وصمود الشعوب الافريقية هو ما يجعلها قادرة على تخطي أكبر الصعاب... وأن التعاون وتقاسم المعرفة والموارد تقدم العديد من البدائل من اجل المستقبل.
إن تحديات المستقبل لا يجب ان تضعف عزيمتنا.. يجب ان نتحرك للأمام بخطوات واثقة وان نعمل من اجل تفعيل المشروعات الهامة مثل "منطقة التجارة الحرة للقارة الافريقية"، واقامة البنية التحتية التي يمكن من خلالها ربط كل اجزاء القارة مثل مشروع الطريق السريع بين مصر وجنوب افريقيا. هذه بعض النماذج لما يمكن ان نحققه.
واخيراً، وهو الأكثر أهمية، فإننا بحاجة ان يعرف كل مواطن سيدة كانت ام رجل في هذه القارة، أن لهم مصلحة في نجاح ورخاء هذا الاتحاد.
شكراً جزيلاً
السفيرة ليلى بهاء الدين
المجير التنفيذي للمؤسسة