كيف يقوم الحوار السياسى؟
رحبت الدوائر الحزبية والإعلامية والسياسية في العموم بدعوة الرئيس السيسي التي ألقاها في خطابه أمام إفطار الأسرة المصرية إلي إجراء حوار سياسي بين القوي السياسية المختلفة. المبادرة والترحيب بها لم تشمل بعد الكيفية التي تتم بها، ولا جدول الأعمال الذي سوف يدور عليه الحوار، ولا المدي الذي يذهب له هذا إلى التشريع. المؤكد أن لا أحد يريد حوارا يتحول إلي (مكلمة) كبري مزدحمة بأمنيات و(ينبغيات) لا يؤيدها زمن ولا تكلفة ولا عمل، ولا يوجد من يريد إعادة اختراع العجلة أو إعادة عقارب ساعة التاريخ إلي الوراء، ولا من يريد مشاركة من اختاروا أن يكونوا علي الضفة الأخرى بالعنف والسلاح من ثورة يونيو ٢٠١٣. فيما أتصور فإن الحوار المطروح سوف يكون منطلقا من نقطة التوافق الوطني على أن الهدف المصري هو بناء الدولة المصرية المدنية الديمقراطية الحديثة. ووراء هذا الهدف الكبير يوجد وثيقتان: الأولي هي دستور ٢٠١٤ للدولة المصرية؛ والثانية رؤية مصر ٢٠١٤. الوثيقة الأولي سمحت بالحوار حول مواد الدستور عندما أنشأت مجلس الشيوخ وجعلت واحدة من مهامه وفقا للمادة الـ ٢٤٨ البحث في تطوير النظام السياسي، وبالتالي ما يحتاجه ذلك من حوارات بين القوي السياسية سواء ما يتعلق بالتعديلات الدستورية أو وضع دستور جديد. تفعيل المادة الدستورية يكلف المجلس (بدراسة واقتراح ما يراه كفيلا بتوسيد دعائم الديمقراطية، ودعم السلام الاجتماعي والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته).
للمزيد: كيف يقوم الحوار السياسى؟ - الأهرام اليومي (ahram.org.eg)